The Qur'an and Refutation of the Monk's Criticism
القرآن ونقض مطاعن الرهبان
Noocyada
جَدُّ أَبي نوح، وأَنه أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بالقلم، ونَظَرَ في علمِ النجومِ والكواكب،
وأُنزلَ عليه ثلاثون صحيفة، وأَنه رُفِعَ بجسْمِه إِلى السماءِ، كما رُفِعَ عيسَى ﷺ وهذا الكلامُ من الإِسرائيليات، ولا دليل عليه من حديثِ رسولِ الله ﷺ.
وأَخبرَ اللهُ أَنه رَفَعَ إِدريسَ مكانًا عليًّا: (إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (٥٦) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧) .
وأَخَذَ بعضُ العلماءِ الكلامَ على ظاهرهِ، وقالوا: رُفِعَ إِدريسُ
بجسْمِه وروحِه إِلى السماء، كما رُفِعَ عيسِى ﵇.
وذهبَ آخَرون إِلى أَنَّه لم يُرْفَعْ إِلى السماء، وأَنه ماتَ موتًا طبيعيًا، ودُفِنَ
على الأَرض، والراجحُ أَنَّ المرادَ برفعِه مكانًا عليًا منزلةُ النبوة، ودرجةُ القُربى والكرامةِ عندَ الله، لأَنه صِدّيقٌ نبى ﷺ.
وفي زمنِ نبوةِ إِدريس ﷺ خِلافٌ بين العلماء:
- فمنهم مَنْ ذهَبَ إِلى أَنه كانَ بعدَ آدمَ وقبلَ نوحٍ - صلى الله عليهما وسلم -، كما ذَكَرَ البيضاوي، وعندما يَعُدُّونَ الأَنبياءَ يكونُ هو في الرقمِ الثاني، فيقولون: آدمُ، إدريسُ، نوح، هود، صالح ... وهكذا.
ولعلَّ هؤلاءِ تَأَثَّروا بكلامِ العهدِ القديم، حيثُ ذَكَرَ الأَحبارُ أَنَّ اسْمَه
أَخنوخ، وأَنه رُفِعَ بِجِسْمِهِ إِلى السماء، فقالَ هؤلاءِ العلماءُ بقولهم.
- وذهبَ آخرونَ إِلى أَنَّ نبوةَ إِدريسَ ﵇ متأَخرَةٌ، وأَنه كانَ نبيًّا في بني إِسرائيل، نَقَلَ القرطبيُّ في تفسيرِه عن القاضي أَبي بكر بنِ العربيِّ قولَه: " ومَنْ قالَ: إِنَّ إِدريسَ كان قبلَ نوح، فقد وَهِم!.
والدليلُ على وَهْمِه الحديثُ الصحيحُ في المعراجِ، حينَ لقيَ النبيُّ ﷺ آدمَ وإدريس.
فقالَ له آدَمُ: مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والابنِ الصالح، وقالَ له إدريس: مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والأَخ الصالح..
فلو كانَ إِدريسُ أَبًا لنوحٍ لقال: مَرحبًا بالابنِ الصالحِ والنبيِّ الصالح، ولَمّا قَالَ له إِدريسُ: الأَخ الصالح دَلَّ على أَنه يجتمعُ معه في نوح (١) ..
_________
(١) لا يدل على المطلوب.
1 / 112