220

The Prophetic Biography's Dynamic Approach

المنهج الحركي للسيرة النبوية

Daabacaha

مكتبة المنار-الأردن

Lambarka Daabacaadda

السادسة

Sanadka Daabacaadda

١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م

Goobta Daabacaadda

الزرقاء

Noocyada

وروى الترمذي في صحيحه عن عائشة قولها: (كان رسول الله ﷺ يحرس ليلا حتى نزل: ﴿والله ﷺ -عصمك من الناس﴾ فأخرج رسول الله ﷺ رأسه من القبة فقال يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله ﷿ (١». لقد كان رسول الله ﷺ يدرك أبعاد المعركة ويدرك خطورة الموقف فلا يبيت إلا ساهرا، وكان يعلم أنه الهدف الأول من العدو. فكان على يقظة وانتباه وحذر شديد. وخاصة في الليل حيث يختلط الظلام ويتسلل القتال لتنفيذ بغيتهم التي فاتتهم في مكة، بل أعلن عن رغبته في الحراسة، وكان هذا الشعور كامنا في نفوس الجنود كذلك، فسعد يده على سلاحه بدون أمر من رسول الله ﷺ لعلمه بخطورة الموقف وصار هذا أمرا مقررا عند المسلمين إلى أن نزل التطمين الرباني، ﴿والله ﷺ -عصمك من الناس﴾، فقال: (انصرفوا فقد عصمني الله ﷿. وهذا الأمر ولا شك خصوصية من خصوصيات النبي ﷺ. فما دونه من خلق الله كافة، لا بد من حراسة ولا بد أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارىء. وهم في مستوى القيادة خاصة حين يكون العدو بين الصفوف. فاليهود والمشركون يمكن أن يكون أحدهم مطية لنفسه أو لغيره في تنفيذ عمليات الاغتيال، والحركة الإسلامية التي فقدت كثيرا من قياداتها وقادتها عن طريق الاغتيال حري بها، اقتداء بسنة النبي ﷺ أن تتخذ من حراسة قادتها ما يجعلهم بمنجى من يد العدو. والعصمة لرسول الله ﷺ وحده. ويجب أن لا ننسى أن ثلاثة من الخلفاء الراشدين، من قادة أهل الأرض قد ذهبوا غيلة، وهم قمم العدل والتقوى في هذا الوجود، عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب ﵃ جميعا. فإن يعتمد القادة في الحركة الإسلامية على عدلهم وصلاحهم وتقواهم هو أدعى للحراسة. لأن العدو لا يطيق وجودهم. بل قد يتحرك الصف الإسلامي ضدهم فيقتلون بيدي أبناء الصف، وما قتل علي وعثمان ﵂ بسر.

(١) الترمذي أبواب التفسير، ٢/ ١٣٠.

2 / 230