The Prophetic Biography's Dynamic Approach
المنهج الحركي للسيرة النبوية
Daabacaha
مكتبة المنار-الأردن
Lambarka Daabacaadda
السادسة
Sanadka Daabacaadda
١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م
Goobta Daabacaadda
الزرقاء
Noocyada
الحرب ضد الإسلام، والقيادة من خلال تعاملها مع هؤلاء الناس لها الاجتهاد الأوفى بهذا الأمر.
وإذا كان رسول الله ﷺ وهو الموحى إليه فيطلق في أحكامه من الوحي فلا يخطىء، ولا ينطق عن الهوى. فليس أمام قيادة الحركة الإسلامية إلا الاجتهاد في هذا الأمر الذي قد يخطىء وقد يصيب، ولو قدرنا مثلا أنها أخطأت التقدير فلا غضاضة في ذلك، ولا داعي لأن تقيم القاعدة الدنيا عليها لهذا الخطأ.
إن الحركة الإسلامية في مسيرها لإقامة دولة الإسلام، قد تتحالف مع عدو قريب وتتعاون معه بل تطلب منه جزءا من المناصرة جليلا أو يسيرا إذا اطمأنت إليه. وميزان الاطمئنان هو مدى ثقة هذا العدو بقوة الحركة الإسلامية. وتستطيع أن تبذل الجهد في التأكد من هذه الثقة، ولا شيء عليها بعد ذلك أصابت التقدير أم أخطائه.
والنقطة الثالثة التي نفقهها من هذه الحادثة هي فكرة الأمان لهذا العدو الذي غير موقفه وأعلن مناصرته وولاءه. فكل ما طلبه سراقة هو الأمان، وطالب به يوم حنين، وإن كنا لا ندري متى أسلم سراقة ﵁، وأغلب الظن أن إسلامه كان بعد فتح مكة (١). لكنه أظهر الأمان لرسول الله ﷺ يوم حنين فأقره عليه.
إن سلوك الكافرين ومواقفهم من الحركة الإسلامية يجعل لدى الحركة حرية التعامل معهم من خلال هذه المواقف بحيث يكون الأمر في النهاية لصالح الإسلام ودولته. وتستطيع أن تهادن وتؤمن وتستعين بمن تشاء بعد تقديرها لموقف هؤلاء الناس دون قيد. وكم نتمنى للقاعدة الإسلامية الصلبة أن تكون عونا لقيادتها على هذا التحرك، لا أن توجه لها سهام النقد والتجريح
(١) في رواية ابن إسحاق أنه أسلم بعد عرض الأمان على رسول الله ﷺ أثر عودته من حنين (خرجت ومعي الكتاب لألقاه فلقيته بالجعران فدخلت في كتيبة من خيل الأنصار فجعلوا يقرعونني بالرماح ويقولون إليك ماذا تريد؟ فدنوت من رسول الله ﷺ وهو على ناقته ... فرفعت يدي بالكتاب ثم قلت: يا رسول الله هذا كتابك لي. أنا سراقة بن مالك فقال: يوم وفاء وبر أدنه فدنوت منه فأسلمت). تهذيب السيرة ص ١١٧.
1 / 197