211

The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني

Daabacaha

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٤هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٤م

Noocyada

خلوة لعلي أن أطوف بالبيت، فخرج به قريبًا من لقف النهار. فلقيهما أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، من معك؟ فقال: هذا سعد. فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمنًا وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم، وتعينونهم، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالمًا. فقال له سعد ورفع صوته عليه: أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه، طريقك على أهل المدينة١. وحاولوا العدوان على المسلمين في المدينة، ولذلك كان رسول الله ﷺ يبيت ساهرًا، واتخذ لنفسه حرسًا. ففي صحيح مسلم عن عائشة ﵂ أنها قالت: سهر رسول الله ﷺ حين مقدمه المدينة ليلة، فقال ﷺ: "ليت رجلا صالحًا من أصحابي يحرسني الليلة". تقول عائشة: فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح. فقال ﷺ: "من هذا"؟. قال: سعد بن أبي وقاص. فقال له رسول الله ﷺ: "ما جاء بك"؟. فقال: وقع في نفسي خوف على رسول الله ﷺ، فجئت أحرسه، فدعا له رسول الله ﷺ، ثم نام٢. ووجد الرسول ﷺ والمسلمون معه أنهم أمام عدو لا يريد السلام، ولا يفكر إلا في القضاء على الإسلام، ورأوا ضرورة التصدي لهذا الطاغوت الظالم الذي يعمل على إفساد الحياة، والقضاء على دين الله تعالى. وشاءت إرادة الله تعالى أن ينصر جنده، فكلفهم بالجهاد، وأذن لهم فيه. ودراستنا للجهاد هنا تتناول النقاط التالية:

١ صحيح البخاري بشرح فتح الباري. ك المغازي. باب ذكر النبي من قتل ببدر ج٧ ص٢٨٢. ٢ صحيح مسلم.

1 / 224