The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era

Ahmed Ahmed Galloush d. Unknown
136

The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني

Daabacaha

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٤هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٤م

Noocyada

عصمته، لا من ناحية العدد، ولكن هن بذواتهن لا يستبدل بهن غيرهن، ولم يعرف أن رسول الله قد زاد عليهن بعد هذا التحريم الذي تضمنته الآية. إذن أمر زواج النبي ﷺ توجيه إلهي محض، وكان هذا كاف في الموضوع لأصحاب العقول السليمة لولا فلتات الهوى، وأمراض النفس، واعتراض قلوب وعقول لا تعطي الرسالة حقها، ولا تقدر للرسول ما يجب أن يكون له. ثانيًا: يريد الله تعالى في تجمع هذا العدد من الزوجات المتنوع أصلا، وسنًا، وحضارة، أن يتعلم الناس وبخاصة النساء أن الإسلام يصنع وحدة خالصة من المؤمنين، لا تتأثر بالعوامل المادية، أو العنصرية أو الثقافية، فزوجات النبي ﷺ منهن العربية، والقرشية، واليهودية، والنصرانية، والمصرية، ومنهم من كان أبوها مهاجرًا، ومن كان أبوها كافرًا، ومنهن الجميلة، ومنهم الغنية، والفقيرة. أراد الله تعالى أن يحيط هذا الجمع بتوجيهات نبيه ﷺ لتظهر من بينهن الأسوة والقدوة لسائر المؤمنات وبخاصة من ينلن الحظوة الدنيوية في بيت الخلافة والزعامة والرئاسة ... وحتى تتصور مسلمة ما أن علو المكانة يؤدي بها إلى الترفع والاستعلاء على الناس. لهذا التجمع في بيت النبوة جاءت الأوامر الإلهية. - يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا، وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ ١. فلقد اختار النبي ﷺ لأهل بيته جميعًا عيشة الكفاف والتقشف، يمر الشهر والشهران لا يوقد في بيته ﷺ نار، استعلاء على متاع الدنيا، ورغبة خالصة فيما عند الله لكن نساء النبي ﷺ كن من البشر، ورغبن في المتعة الدنيوية، كما يتمتع البشر،

١ سورة الأحزاب الآيتين ٢٨، ٢٩.

1 / 146