The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
Daabacaha
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى ١٤٢٤هـ
Sanadka Daabacaadda
٢٠٠٤م
Noocyada
بعد أربع سنوات من الدخول بسودة، وذلك بعد تمام الهجرة إلى المدينة المنورة.
ثالثًا: فترة التعدد كانت ستة أعوام، بعدما بلغ عمر رسول الله أربعًا وخمسين، ودخل في سن الكبر والشيخوخة، وهي الأعوام التي امتلأت بنزول القرآن، وبيان الأحكام الشرعية وبناء الدولة المسلمة، والحركة بالإسلام وسط الناس والقيام بالسرايا والغزوات، والاتصال بالعالم الخارجي، واستقبال الوفود من كل جهة، وإرسال الرسائل، وتبليغ الدعوة عمليا إلى العالم كله.
رابعًا: أن زوجات النبي ﷺ كن ثيبات، سبق لهن الزواج قبل رسول الله ﷺ إلا عائشة ﵂، فقد عقد عليها بأمر الله تعالى، وسنها ست سنوات، ولم يدخل بها النبي ﷺ إلا بعد الهجرة بسنة تقريبًا، وعمرها تسع سنوات ﵂.
خامسًا: لم يعترض أحد من اليهود، أو من المنافقين أو من كفار مكة على زواج النبي ﷺ مع أنهم كانوا يتربصون به الدوائر، ولو وجدوا في زواج الرسول ﷺ لعبًا، أو هوى، أو مطعنًا لأذاعوه، ونشروه في العالمين، لكنهم مع عداوتهم لرسول الله لم يتكلموا في زواجه ﷺ بل شهدوا له بالعفة والطهر.
وهذه الملاحظات: تؤكد لنا حقيقة واضحة، وهي أن رسول الله ﷺ لم يكن شهوانيًا أبدًا كما يدعي بعض أعداء الإسلام؛ لأنه لو كان شهوانيًا لاختار بكرًا، صغيرة وجميلة في زواجه الأول، ولتزوج معها غيرها وبخاصة أن المجتمع الجاهلي كان يعدد الزوجات بلا حد معين، وكان النبي ﷺ قبل الرسالة يملك الوقت الذي يمكنه من إشباع شهوته، بدل أن يضيعه في الخلاء والبعد عن الناس.
ولو كان النبي ﷺ شهوانيًا لأوثر عنه اتصاله بالغواني والبغايا، وكان لهن يومذاك دور معروفة، وكان المجتمع يقر هذا العمل لمن يريده.
لكنه ﷺ لم يكن كذلك وإنما عاش طاهرًا عفيفًا، لم يتهم بريبة، ولم يرم بخطيئة، وعاش صادقًا أمينًا.
وبعد موت خديجة ﵂ تزوج سودة ﵂ في مكة، وهي الأرملة العجوز، وعاش معها وحدها أربع سنوات، وهو رسول الله ﷺ، ولو رغب في
1 / 139