125

The Prophetic Biography and Islamic History

السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي

Daabacaha

دار السلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٨ هـ

Goobta Daabacaadda

القاهرة

Noocyada

حبس فيها بني قريظة قبل قتلهم وكانوا أكثر من ستمائة رجل بأسرهم «١» . * مراقبة الأسواق: ومن الأمور المهمة التي كان يعنى بها رسول الله ﷺ مراقبة الأسواق. والإشراف على حركة البيع والشراء وكل ما يتعلق بالأمور التجارية، لضمان سلامة المعاملات وليحصل كل إنسان على ما يحتاج دون أن يتعرض لغش أو تدليس، وقد ذكر صاحب السيرة الحلبية أن رسول الله ﷺ ولى عمر بن الخطاب على سوق المدينة، وتولية عمر على هذا العمل يدل على جسامته وأهميته. ثم وبعد فتح مكة (سنة ٨ هـ) ولى رسول الله ﷺ سعيد بن العاص على سوقها «٢» للإشراف على الحركة التجارية. ولما كان النبي ﷺ قد ولى عتاب بن أسيد على مكة بعد فتحها، فتولية سعيد بن العاص أمر السوق، يدل على أنه بجانب الولاية العامة كانت هناك ولايات نوعية متخصصة بناحية محددة يتولاها آخرون. فبجانب الوالي كان هناك القاضي وجامع الصدقات، أي: المختص بالشؤون المالية، ولأهمية الأسواق والحركة التجارية في حياة الناس، فقد كان الرسول ﷺ يقوم أحيانا بمراقبة سوق المدينة بنفسه، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ﵁: أن رسول الله ﷺ مر على صبرة طعام- أي: قمح- فأدخل يده فيها فنالت بللا، فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟» فقال: أصابته السماء يا رسول الله- أي: أصابه المطر- قال: «أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس منا» «٣» . وهذا النوع من الإدارة الإسلامية في عهد الرسول ﷺ أصبح أساسا لما عرف بعد ذلك بنظام الحسبة، أو بولاية الحسبة والذي يتولاها كان يعرف بالمحتسب. * جهاز جمع المعلومات «المخابرات»: وكان للنبي ﷺ جهاز دقيق لجمع المعلومات عن الأعداء- وهو ما يقابل جهاز المخابرات فى الدول الحديثة- وممن كان يقوم بهذه المهمة بسبسة بن عمرو الجهني الذي كلفه رسول الله ﷺ بأن يذهب إلى بدر لجمع المعلومات عن قريش قبيل

(١) تخريج الدلالات (ص ٦٦٧) . (٢) السيرة الحلبية (٣/ ٣٥٤)، نظام الحكومة النبوية (١/ ٢٨٧)، وتخريج الدلالات السمعية (ص ٢٩٩) . (٣) صحيح مسلم بشرح النووي (٢/ ١٠٩) .

1 / 149