The Prophetic Biography and Islamic History
السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
Daabacaha
دار السلام
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٨ هـ
Goobta Daabacaadda
القاهرة
Noocyada
ومحيصة بن مسعود بن زيد خرجا حتى إذا كانا بخيبر تفرقا في بعض ما هنالك، ثم إذا محيصة يجد عبد الله مقتولا، فدفنه، ثم أقبل على رسول الله ﷺ وهو وحويصة ابن مسعود وعبد الرحمن بن سهل ... فذكروا لرسول الله ﷺ مقتل عبد الله بن سهل فقال لهم: «أتحلفون خمسين يمينا وتستحقون صاحبكم، أو قاتلكم؟»، قالوا:
كيف نحلف ولم نشهد؟ قال: «فتبرؤكم يهود بخمسين يمينا»، قالوا: كيف نقبل إيمان قوم كفار؟ فلما رأى ذلك رسول الله ﷺ عقله «١» . أي: دفع لهم ديته.
كذلك كان يقضي ﷺ بين اليهود أنفسهم، ومن صور قضائه بينهم ما ثبت في الصحيحين أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله ﷺ فذكروا له أن رجلا وامرأة زنيا، فقال رسول الله ﷺ: «ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟» قالوا: نفضحهم ويجلدون، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرجم، فأمروا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد أن فيها الرجم، فأمر بهما ﷺ فرجما «٢» .
وكانت في بعض الأحيان ترفع إلى رسول الله ﷺ قضايا قضى فيها بعض الولاة أو القضاة ولم يعجب الناس حكمهم، فقد ذكر الإمام أحمد والبزار وغيرهما أن قوما احتفروا بئرا باليمن، فسقط فيها رجل فتعلق باخر والثاني بالثالث والرابع فسقطوا جميعا فماتوا، فارتفع أولياؤهم إلى علي بن أبي طالب ﵁، فقال: اجمعوا من حفر البئر من الناس، فقضى للأول بربع الدية؛ لأنه هلك فوقه ثلاثة، والثاني بثلثها؛ لأنه هلك فوقه اثنان، والثالث بنصفها؛ لأنه هلك فوقه واحد، وللرابع بالدية تامة، فأتوا رسول الله ﷺ العام القابل، فقصوا عليه القصة، فقال: «هو ما قضى بينكم» «٣» .
* هيئة الحكومة النبوية:
كان الرسول ﷺ يقوم بمهمة الحكم إلى جانب قيامه بتبليغ وأعباء الرسالة، لذلك كان لا بد أن يكون هناك من يعاونه في أمر الحكم؛ لأن مشاكل الدولة- في دور تأسيسها- كثيرة، وقضايا الناس ومصالحهم لا تقف عند حد، فاقتضت
(١) صحيح مسلم بشرح النووي (١١/ ١٤٦، ١٤٧) المطبعة المصرية ومكتبها. القاهرة بدون تاريخ، وابن القيم زاد المعاد في هدي خير العباد (٣/ ٢٠٠، ٢٠١) لم يذكر مكان الطبع ولا التاريخ. (٢) زاد المعاد (٣/ ٢٠٧) . (٣) المصدر السابق (٣/ ٢٠١) .
1 / 145