143

The Prophet in Fair Western Eyes

الرسول ﵌ في عيون غربية منصفة

Daabacaha

دار الكتاب العربى

Lambarka Daabacaadda

الأول

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩

Goobta Daabacaadda

دمشق

Noocyada

ودقتها المؤسسة على النقد. ويمكننا أن نشعر لأول مرة بأننا نستند إلى أساس تاريخى قويم حتى وإن اعترفنا بوجود بعض العناصر المشكوك فيها فى أخبار الفترتين، المدنية والمكية، من حياة الرسول- ﷺ» «١» .
«ومهما نقل فى قوة النزعة الإسلامية نحو محمد- ﷺ وفى آثارها فإننا لا نوصف بالغلو. فقد كان إجلال الرسول- ﷺ شعورا طبيعيا محتوما فى عصره وفيها بعده، غير أن ما نومئ إليه شيء يتجاوز الإجلال. فإن العلاقات الشخصية من الإعجاب والحب اللذين بعثهما فى نفوس صحابته ظل صداها يتردد خلال القرآن، والفضل فى ذلك يعود إلى الوسائل التى أقرتها الأمة لتستنير بهما مجددين فى كل جيل» «٢» .
«.. لولا الحديث لأصبح لمحمد- ﷺ فى أقل تقدير صورة معممة- إن لم نقل بعيدة- فى أصولها التاريخية والدينية. أما الحديث فقد صور وجوده الإنسانى فى مجموعة وفيرة من التفصيلات الحية المحسوسة، وبذلك قدم للمسلمين حين ربط بين المسلمين وبين نبيهم بنفسه الروابط الذاتية الوثيقة التى كانت تصله بأصحابه الأولين، وهى روابط نمت على مر القرون وكانت أقوى من أن تصاب بالضعف. ولم يصبح شخص محمد- ﷺ أبدا ذا صبغة مرسومة مقررة، ويكاد لا يكن من الغلو أن نقول إن حرارة ذلك الشعور الشخصى نحو الرسول الحبيب- ﷺ كانت أبدا أقوى عنصر حيوى فى دين الجماهير الإسلامية أو كانت كذلك بين أهل السنة، على الأقل» «٣» .
«.. لا تزال الاحتفالات العائلية تختم بأدعية وأناشيد فى تمجيد الرسول- ﷺ وكل الأمة تراعيها وتنشدها بحماسة فى ذلك اليوم المجيد، يوم مولد النبى- ﷺ فى الثانى عشر من شهر ربيع الأول. هنالك ترى المجددين والمقلدين والصوفية والسلفية والعلماء وأفراد الجمهور يلتقون جميعا معا على بقعة واحدة، وقد يكون بين نزعاتهم العقلية تنوع واسع متباين، ولكنهم جميعا وحدة متالفة فى إخلاصهم وحبهم محمدا- ﷺ» «٤» .

(١) نفسه، ص ١٤٧.
(٢) نفسه، ص ٢٥٧.
(٣) نفسه، ص ٢٥٧- ٢٥٨.
(٤) نفسه، ص ٢٥٩.

1 / 146