140

The Prophet in Fair Western Eyes

الرسول ﵌ في عيون غربية منصفة

Daabacaha

دار الكتاب العربى

Lambarka Daabacaadda

الأول

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩

Goobta Daabacaadda

دمشق

Noocyada

بنفسه العظيمة وبحقائق الأمور والكائنات، لقد كان سرّ الوجود يسطع لعينيه بأهواله ومخاوفه ومباهره، ولم يكن هنالك من الأباطيل ما يحجب ذلك عنه، فكأنه لسان حال ذلك السرّ يناجيه: هأنذا، فمثل هذا الإخلاص لا يخلو من معنى إلهى مقدس، وما كلمة مثل هذا الرجل إلا صوت خارج من صميم قلب الطبيعة، فإذا تكلم فكل الآذان برغمها صاغية وكل القلوب واعية. وكل كلام ما عدا ذلك هباء وكل قول جفاء..» «١» .
«إنى لأحب محمدا- ﷺ لبراءة طبعه من الرأى والتصنّع. ولقد كان ابن القفار هذا رجلا مستقل الرأى لا يعول إلا على نفسه ولا يدعى ما ليس فيه ولم يكن متكبرا ولكنه لم يكن ذليلا، فهو قائم فى ثوبه المرقع كما أوجده الله وكما أراده، يخاطب بقوله الحرّ المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة. وكان يعرف لنفسه قدرها..
وكان رجلا ماضى العزم لا يؤخر عمل اليوم إلى غد..» «٢» .

(١) نفسه، ص ٥١، ٥٢.
(٢) نفسه، ص ٦٤

1 / 143