The Problem of Ideas in the Muslim World

Malek Bennabi d. 1393 AH
121

The Problem of Ideas in the Muslim World

مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي

Daabacaha

دار الفكر المعاصر-بيروت لبنان / دار الفكر

Lambarka Daabacaadda

١٤٢٣هـ = ٢٠٠٢م / ط١

Goobta Daabacaadda

دمشق سورية

Noocyada

بسهولة على أخطاء برزت مباشرة في هذا العالم الذي هو نفسه مُولِّدُ أفكار هـ. بينما نحن نواجه في المجتمع الإسلامي في عهد ما بعد التحضُّر أخطاء (مولَّدة) أي أنها أتت إليه من عالم ثقافي آخر، قام بدور (المولِّد). ولا يعتبر المهندسون في الثورة الفلسطينية، أو عَبّان رمضان في الثورة الجزائرية خطأين نابعين من اطراد الثورتين؛ وإنما خطآن أُدخلا من الخارج أي خطآن مولَّدان. هذا هو الوجه الخاص (لانحرافاتنا الثورية) مفسرة ذلك الذي سماه (J. Revel) بالشروط الخمسة إذ كتب يقول: «لا تقوم الثورة من الارتجال ....، إن الروح الثورية الحقيقية تسير وفق خطةٍ جاهزٍ مُكْتشفةٍ، أو تنتهج طريقة الاكتشاف الْمُحَضَّر حيث يكون التطبيق دقيقًا على الدوام وعلى درجةٍ عاليةٍ من الكفاءة الفنية، وليس أبدا ً (١) تقريبيًا». وفي البلاد الإسلامية قد يولد التطور الثوري منذ يومه الأول على شكل ثورةٍ مضادة مقنعة أطلقت في الوقت المناسب؛ لتسبق إلى احتلال مراكز استراتيجية قبل أن تحتلها ثورة أخرى أصلية (٢). كما يمكن أن ينشأ أيضًا في ظل ثورة أصيلة تفسح المجال شيئًا فشيئًا لثورة مضادة، تستخدم اسمها، وصفاتها المنظورة، ووسائلها لتقتلها، وتحل محلها محافظةً على المظاهر التي تصبح الستار؛ الذي خلفه يستمر قلب مسار الاطراد في مرحلة ما بعد الثورة.

(١) ج ف، مثل «لا ماركس ولا يسوع»، طبعة لافون- باريس ١٩٧٠ (٢) إننا لا نذكر في كل مرة أسماء الأشخاص والأماكن، نظرًا لأن شخصيات هذه الأحداث التي نتناولها بالتحليل لا تزال على قيد الحياة.

1 / 122