بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[ل ٣٠] قوله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: ٣٩]، الواو حرف عطف، عطفت المصدر المؤول من أن واسمها وخبرها على ما قبلها، وهو ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [النجم: ٣٨]. والمعطوف عليه إما في محل رفع، خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو، فيكون هنا استئناف بياني، كأنه عندما قيل له: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (٣٦) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ [النجم: ٣٦ ــ ٣٧]، قال قائل: وما هو الذي فيها؟ فقال: هو أن لا تزر إلخ (^١).
وإما في محل جر عطف بيان، أو بدل شيء من شيء، من (ما) من قوله: ﴿بِمَا فِي صُحُفِ ...﴾ إلخ.
(أن) مخففة من الثقيلة، وعبارة السيوطي عنها في "همع الهوامع":
"تخفف أنَّ المفتوحة، وفي إعمالها حينئذ مذاهب:
أحدها: أنها لا تعمل شيئًا، لا في ظاهر ولا في مضمر، وتكون حرفًا مصدريًّا مهملًا كسائر الحروف المصدرية، وعليه سيبويه والكوفيون.
الثاني: أنها تعمل في المضمر وفي الظاهر، نحو: علمت أن زيدًا قائم، وقرئ ﴿أَنْ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا﴾ [النور: ٩] عليه طائفة من المغاربة.
الثالث: أنها تعمل جوازًا في مضمر، لا ظاهر، وعليه الجمهور.