260

The Origin and Development of Ilm al-Rijal from the First to the Ninth Century

علم الرجال نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع

Tifaftire

-

Daabacaha

دار الهجرة للنشر والتوزيع،الرياض

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧هـ/١٩٩٦م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

المبحث الثاني: مدرسة المدينة النبوية
لا شك أن رسول الله ﷺ هو المؤسس الأول لهذه المدرسة بل للدين كله.
فكان مسجده مقر قيادته للأمة دينًا ودنيا وعلمًا وعملًا، وبعد موته ﷺ وتفرق الصحابة للجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام في أنحاء الأرض لم يبق في المدينة إلا القليل منهم ممن استبقاه الخلفاء الراشدون لمشورتهم ولنشر العلم في المدينة النبوية.
وكان من أولئك الصحابي الجليل زيد بن ثابت ﵁ الذي كان كما قال قبيصة بن ذؤيب: "رأسًا في الفتوى والقضاء والقراءة والفرائض" ١ كما كان من كتاب الوحي أمام رسول الله ﷺ، هو الذي انْتُدِبَ لجمع القرآن في زمن أبي بكر الصديق ثم في زمن عثمان ﵃ أجمعين.
ولذلك اعتبره الإمام علي بن المديني من الثلاثة الذين تأسست على أيديهم مدارس العلم الأولى فقال:
"لم يكن في أصحاب رسول الله ﷺ من له صحبة يذهبون مذهبه ويفتون بفتواه ويسلكون طريقته إلا ثلاثة ٢: عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن

١الإصابة (٤ / ٤٣) .
٢قال ابن القيم في إعلام الموقعين (١ / ٢١): "الدين والفقه والعلم انتشر في الأمة عن أصحاب ابن مسعود وأصحاب زيد بن ثابت، وأصحاب عبد الله بن عباس وأصحاب عبد الله بن عمر".
ثم قال: "قال ابن جرير: وقد قيل: إن ابن عمر وجماعة ممن عاش بعده بالمدينة من الصحابة إنما كانوا يفتون بمذاهب زيد بن ثابت، وما كانوا أخذوا عنه مما لم يكونوا حفظوا فيه عن رسول الله ﷺ قولًا".

1 / 309