قلت: مذهب جمهور النحويين١ أنه إذا كان العامل في الحال فعلًا متصرفًا نحو: أتيت مسرعًا، وزيد دعا مخلصًا فإنه يجوز تقديم الحال عليه. وكذلك إذا كان العامل صفةً تشبه الفعل المتصرف بأن كانت متضمنهً معنى الفعل، وحروفه، وقبول علاماته الفرعية من تأنيث، وتثنية، وجمع، فذا في قوة الفعل. ويستوي في ذلك اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة. نحو: راحل، ومقبول. فيجوز أن يقال: مسرعًا أتيت، وزيد مخلصًا دعا، وهو مسرعًا راحل، وأنت شاهدًا مقبول٢.
قال ابن مالك:
والحالُ إن يُنصب بفعلٍ صُرِّفا ... أو صفةٍ أشبهتِ المصرَّفا
فجائزٌ تقديمه كمسرعا ... ذا راحلٌ، ومخلصًا زيدٌ دعا٣
فإذا كان العامل فعلًا غير متصرف كفعل التعجب لم يجز تقديمها عليه.
وكذلك لو كان العاملُ صفةً لا تشبه الفعل المتصرف كأفعل التفضيل، فإنه لا يجوز تقديم الحال عليه٤، نحو: زيد أحسنُ من عمرو ضاحكًا.
وجواز تقديم الحال على العامل المتصرف مشروط بعدم المانع كوقوعه
صلة " ال " نحو: أنت المصلي فذًّا، والجائي مسرعًا زيدٌ. فلا يقال: ال فذًَّا أنت مصلٍّ، ولا: ال مسرعًا جاءني زيدٌ. بخلاف صلة غيرها فيقال: من الذي خائفًا جاء٥؟