ومنهم:
الحارث بن كعب
وقتله ضبة بن أد (^١).
وسبب ذلك أن ضبة تفرقت إبله تحت الليل، وكان له ابنان: سعد وسعيد، فخرجا يطلبانها، فتفرقا في طلبها، فجاء بها سعد ولم يرجع سعيد، فأنى على ذلك ما شاء اللّه أن يأتي، لا يرى سعيدًا ولا يعلم له خبرًا.
ثم إن ضبة بعد ذلك بينا هو يسير والحارث بن كعب في الأشهر الحرم وهما يتحدّثان، إذ مرّا على سرحة (^٢) بمكان، فقال له الحارث: أترى هذا المكان فإني لقيت به شابًا من هيئته كذا وكذا - فوصف له صفة سعيد - فقتلته وأخذت بردًا كان عليه، من صفة البرد كذا وكذا! فوصف له صفة البرد وسيفًا كان عليه. فقال ضبة: فما صفة السيف؟ قال: ها هو ذا علي. قال ضبة:
فأرني السيف. فأراه إياه، فعرفه فضربه حتى قتله. ولام الناس ضبة فقالوا:
قتل رجلًا في الأشهر الحرم! فقال ضبة: «سبق السَّيف العذل (^٣)»! فصارت مثلا.