119

The Mosques: Houses of God

المساجد بيوت الله

Noocyada

٣ - وعن ابْنِ عُمَرَ- رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ كَانَ يُعَرِّضُ رَاحِلَتَهُ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا»، قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ إِذَا هَبَّتِ الرِّكَابُ؟ قَالَ: كَانَ يَأْخُذُ هَذَا الرَّحْلَ فَيُعَدِّلُهُ، فَيُصَلِّي إِلَى آخِرَتِهِ " (١)
٤ - قال أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ﵁ كَانَ الْمُؤَذِّنُ إِذَا أَذَّنَ، قَامَ أَصْحَابُ الرَسُولِ-ﷺ -يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِي، حَتَّى يَخْرُجَ الرَسُولُ ﷺ. (٢)
التعريف بالسترة: والسترة هي الشىء يجعله المصلِّى أمامه، كالجدار أو الإسطوانة أو عصا تغرز في الأرض؛ وذلك لمنع مرور أحد بين يديه.
وأما الحكمة منها:
قال النَّبِيَّ ﷺ: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى سُتْرَةٍ فَلْيَدْنُ مِنْهَا لَا يَقْطَعِ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ" (٣)
والمعنى: أَيْ لَا يُفَوِّتُ الشيطانُ عَلَيْهِ حُضُورَه الصلاة بِالوَسوَسَةِ، فالسُّتْرَة تَمْنَعُ اسْتِيلَاء الشَّيْطَانِ عَلَى الْمُصَلِّي وَتَمَكُّنَهُ مِنْ قَلْبِهِ بِالْوَسْوَسَةِ، وَأَنَّ عَدَمَهَا يُمَكِّنُ الشيطَانَ مِنْ اقصاءه عَمَّا هُوَ بِصَدَدِهِ مِنَ الْخُشُوعِ وَالْخُضُوعِ. (٤)

(١) أخرجه البخارى (٥٠٧) ومسلم (٥٠٢) فإن قيل: أليس قد نهى الله - تعالى - عن الصلاة في معاطن الأبل؟؟ قلنا بلى، ولا معارضة بين حديث المذكور أعلاه وهذا النهى، فإنَّ النهى إنما هو عن الصلاة في مكان تجمع الأبل؛ لأنها مأوى الشياطين، قال رسول الله ﷺ: " على كل بعير شيطان فإذا ركبتموها فسموا الله ﷿" (أخرجه أحمد والحاكم، وصححه الألباني) فَلا يُؤْمَنُ أَنْ تَنْفِرَ فَتَشْغَلَ قَلْبَ الْمُصَلِّي، أَوْ تُفْسِدَ عَلَيْهِ صَلاتَهُ، وَالنَّهْيُ عَنِ الصَّلاةِ فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ لِمَا فِيهَا مِنَ النِّفَارِ، فَلا يُؤْمَنُ أَنْ تَنْفِرَ فَتَشْغَلَ قَلْبَ الْمُصَلِّي، أَوْ تُفْسِدَ عَلَيْهِ صَلاتَهُ، ويُحْمَلُ مَا وَقَعَ مِنْه ﷺ من الصَّلَاةِ إِلَيْهَا عَلَى حَالَةِ الضَّرُورَةِ في السفر، حيث لم يجد ما يستتر به، وَنَظِيرُهُ صَلَاتُهُ إِلَى السَّرِيرِ الَّذِي عَلَيْهِ الْمَرْأَةُ لِكَوْنِ الْبَيْتِ كان ضيقًا، وانظر فتح الباري (١/ ٥٨١) ومعالم السنن (١/ ١٤٩) وشرح السنة (٢/ ٤١٠)
(٢) أخرجه أحمد (١٣٩٨٣) والبخاري (٦٢٥) ومسلم (٨٣٧) ومعنى: يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ: أي تسارعوا إليها، والسوارى جمع السارية وهى الأسطوانة، أى يقف كل واحد خلف أسطوانة؛ لئلا يمر بين يديه في صلاته أحد.
(٣) أخرجه أبو داود (٦٩٥) والنسائي (٦٤٨) وصححه الألباني.
(٤) انظر شرح مسلم للنووى (٢/ ٤٦٢) وعون المعبود (٢/ ٩١٩) وفتح العلَّام (١/ ٢٠٢)

1 / 119