The Methodology of Sheikh Islam Muhammad bin Abdul Wahhab in Interpretation
منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير
Daabacaha
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Noocyada
وأما في مجال إيضاح توحيد الأسماء والصفات:
فقد اهتم به الشيخ في تفسيره، نظرًا لكثرة وروده وتقريره وتأكيده في كتاب الله تعالى، فكان الشيخ تبعًا لذلك يبين هذا القسم من التوحيد، ويهتم به، ويرى أنه أصل العلوم١.
فلذا يجب تعلمه والقيام بحقوقه، لأنه لا يستقيم للمرء توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية إلا بالإقرار بالصفات.
وهو يسير في تفسير، لآيات الأسماء والصفات على منهج السلف الصالح، أهل السنة والجماعة.
فعند تفسير سورة الفاتحة يبين الشيخ شيئًا مما يتعلق بالأسماء والصفات، وهو أن الله تعرف إلى عباده بأسمائه وصفاته فيقول:
....فذكر الله في أول هذه السورة التي هي أول المصحف الألوهية والربوبية والملك في قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وقوله: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ كما ذكره في آخر سورة في المصحف: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ﴾ فهذه ثلاثة أوصاف لربنا ﵎ ذكرها مجموعة في موضع واحد في أول القرآن ثم ذكرها مجموعة في موضع واحد في آخر ما يطرق سمعك من القرآن، فينبغي لمن نصح نفسه أن يعتني بهذا الموضع، ويبذل جهده في البحث عنه، ويعلم أن العليم الخبير لم يجمع بينهما في أول، القرآن ثم في آخره إلا لما يعلم من شدة حاجة العباد إلى معرفتها، ومعرفة الفرق بين هذه الصفات، فكل صفة لها معنى غير معنى الصفة الأخرى٢.
ويقول عند الكلام في موضع آخر على سورة الفاتحة أيضًا منبهًا على ما فيها مما يتعلق بالأسماء والصفات:
وفي سورة الفاتحة معرفة الله على التمام، ونفى النقائص عنه ﵎، وفيها معرفة الإنسان ربه، ومعرفة نفسه، فإنه إذا كان هنا رب فلا بد من مربوب، و، إذا كان هنا راحم فلا بد من مرحوم، وإذا كان هنا
١ مؤلفات الشيخ/القسم الرابع/ التفسير ص "٣٧٢".
٢ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص"١١،١٢".
1 / 154