307

The Messenger Leader

الرسول القائد

Daabacaha

دار الفكر

Lambarka Daabacaadda

السادسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٢ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

وكما حرص النبي ﷺ على السلم الإجماعي حرصه على السلم للأفراد، فمنع القتل حتى لفرد من المشركين.
قتلت خزاعة حلفاء المسلمين رجلا من هذيل غداة يوم الفتح لثأر سابق لها عنده، فغضب الرسول ﷺ أشد الغضب، وقام في الناس خطيبا، ومما قاله:
(يا معشر خزاعة! ارفعوا أيديكم عن القتل فقد كثر إن نفع، لقد قتلتم قتيلا لأدينه، فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين: إن شاءوا فدم قاتله، وإن شاءوا فعقله- أي ديته-) .
ثم ودى بعد ذلك الرجل الذي قتلت خزاعة.
بل إن الرسول ﷺ لم يقتل رجلا من المشركين أراد اغتياله شخصيا وهو يطوف في البيت الحرام، بل تلطّف معه؛ فقد اقترب منه فضالة بن عمير يريد أن يجد له فرصة ليقتله، فنظر إليه النبي ﷺ نظرة عرف بها طويّته، فاستدعاه وسأله: «ماذا كنت تحدّث به نفسك)؟! قال: (لا شيء! كنت أذكر الله) . فضحك النبي ﷺ وتلطّف معه ووضع يده على صدره، فانصرف الرجل وهو يقول: (ما رفع يده عن صدري، حتى ما من خلق الله شيء أحبّ إليّ منه) .
لقد كان الرسول ﷺ يستهدف من حرصه على السلم تأليف قلوب الناس وتوحيد كلمتهم ليقبلوا طائعين على الاسلام، فلم يكن من السهل على قريش أن تقبل بمصيرها الذي آلت إليه وهي كانت سيدة العرب غير منازع، لأنها أعظمهم حضارة وأشدهم بأسا وأكثرهم مالا وفي بلدها البيت الحرام.
ليس من السهل أن ترضى قريش بمصيرها هذا وتقبل على الاسلام طائعة وتحمل رايات الجهاد، لو لم تعامل هذه المعاملة السلمية التي لم تكن تتوقعها؛ وبذلك انقلب موقفها من أشد الناس عداوة للإسلام الى أحرص الناس على رفع راية الاسلام.

1 / 354