التي حملت الإسلام للناس في كل مكان. هذا بالإضافة إلى القرآن الكريم الذي شكل عقلية الأمة الإسلامية وصاغها صياغة فريدة، تجعل الإنسان المؤمن يرى بنور الله، فلا تتعدد مواقفه في قضية واحدة ولا تضطرب، وتكون أقرب إلى الحق، وقد ظهر ذلك واضحا في مواقف الصحابة والسلف رضوان الله عليهم أجمعين عندما التزموا هدي النبي ﷺ في الاتصال، وأحسنوا التعامل مع الناس (١) .
، عندما كانت لهم غايات سامية، وأهداف محددة، ويظهر في الخطبة أن الرسول ﷺ حدد غايات الأمة الإسلامية وأهدافها بوضوح. ففي الرواية الأولى لهذه الخطبة قال ﷺ: «ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمر السر والعلانية لا ينوي بذلك إلا وجه الله تعالى يكن له ذخرا في عاجل أمره وذخرا فيما بعد الموت»، وهذا ما جعل مواقف جماعة المسلمين تتصف بالاتساق، كيف لا؟ وعقيدتها واحدة، وأهدافها واحدة، وغاياتها واحدة، وقيمها السائدة مشتركة، وأفكارها متجانسة (٢) .
؛ وما ذلك إلا لأنه تم بناء المسلمين على أسس سليمة وغايات وأهداف واضحة ومحددة.
٨ - الإقناع بالأفكار: تميز الطرح الإعلامي في هذه الخطبة بالانطلاق من مبدأ الإقناع بالأفكار وليس التحكم في الفكر، إما عن طريق الإثارة والتهييج، كما في المدرسة الإعلامية الشيوعية الاشتراكية؛ حيث إن محور الاتصال عندهم هو الإثارة والتهيج (٣) .
أو عن طريق التحكم في الفكر عن طريق الإرهاب