وفجوة كبيرة بين الإمام مالك وصاحب القصة المغيرة بن شعبة، بينهما مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل.
أما ما روي أنه كان يومًا تحته أربع نساء فصفهن بين يديه وقال: أنتن حسنات الأخلاق طويلات الأعناق ولكني رجل مطلاق، فأنتن الطلاق، وكان ينكح أربعًا جميعًا ويطلقهن جميعًا.
فهذا رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق وفيه أبو بكر الهذلي ضعفه الإمام أحمد (١)، وضعفه الجوزجاني (٢)، وقال البخاري: «ليس بالحافظ عندهم» (٣)، وذكره النسائي في الضعفاء والمتروكين وقال: «متروك الحديث» (٤)، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين، ونقل عن غندار أنه كذاب، وقال يحيى بن معين: «ليس بشيء» وقال ابن المديني: «ضعيف ليس بشيء» وقال الدارقطني: «منكر الحديث متروك» (٥)، وذكره ابن عدي في الضعفاء، وقال أبو زرعة: «ضعيف» وقال أبو حاتم: «لين الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به» (٦).
هذا الجواب عن ما استدلوا به مما روي عن المغيرة بن شعبة ﵁.
أما من ناحية النظر السليم فإن من عرف الصحابة ﵃، وهم صفوة الأمة الذين اختارهم الله لصحبة نبيه ﷺ وضحوا بالنفس والنفيس والغالي والرخيص، وقد أثنى الله عليهم وزكاهم في كتابه، وعلى لسان نبيه ﷺ. أقول من عرف الصحابة استبعد كل البعد حصول ذلك منهم فهل من
(١) «ميزان الاعتدال» للذهبي ٧/ ٣٣٤.
(٢) «أحوال الرجال» للجوزجاني ١/ ٢٢.
(٣) «التاريخ الكبير» ٤/ ١٩٨، و«الضعفاء الصغير» ١/ ٥٦.
(٤) «الضعفاء والمتروكين» للنسائي ١/ ٤٦.
(٥) «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي ٢/ ١٢.
(٦) «الكامل في الضعفاء» ٣/ ٣٢٢١.