114

The Linguistic Interpretation of the Holy Quran

التفسير اللغوي للقرآن الكريم

Daabacaha

دار ابن الجوزي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٢هـ

Noocyada

ونسيتُ الحديثَ نسيانًا، ويقال: أَنْسَيْتُ إنساءً، ونَسِيتُ أجْوَدُ، قال الله تعالى: ﴿فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ﴾ [الكهف: ٦٣] ولم يقل: أنسيت، ومعنى أنسيت: أخرت» (١). ٣ - وقال: «والهَجْرُ والهِجْران: تركُ ما يلزمك تعهُّدُه، ومنه اشتُقَّتْ هجرةُ المهاجرين؛ لأنهم هجروا عشائرهم فتقطَّعُوهم في الله، قال الشاعر (٢): وأُكثِرُ هَجْرَ البَيتِ حَتى كأنَّنِي مَلَلْتُ، وما بي من مَلاَلٍ ولا هَجْر وقال تعالى: ﴿إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ [الفرقان: ٣٠]؛ أي: يهجرونني وإيَّاه. وقال تعالى: ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٧]؛ أي: تهجرون محمدًا ﷺ. ومن قرأ ﴿تُهجِرونَ﴾ (٣)؛ أي: تقولون الهُجْرَ؛ أي: قولَ الخَنَا والإفحاشِ في المنطقِ، تقولُ: أَهْجُرُهُ إهْجَارًا، قال الشَّمَّاخُ (٤): كمَاجِدَةِ الأعْرَاقِ قَالَ ابنُ ضَرَّةٍ عَلَيْهَا كَلاَمًا جَارَ فيه وأَهْجَرَا والهَجْرُ: هذيانُ المُبَرْسَمِ (٥) ودأبُه وشأنُه، ويقال: منه ﴿سَامِرًا تَهْجُرُونَ﴾ [المؤمنون: ٧٦]؛ أي: تَهْذُونَ في النَّومِ.

(١) العين: (٧:٣٠٤). (٢) لم أجده في غير العين، وكذا قال محققو كتاب العين (٣:٣٨٧). (٣) ينظر وجوه تفسير هذه القراءات في: القراءات وعلل النحويين فيها، للأزهري، تحقيق: نوال الحلوة (٢:٤٣٧)، وإعراب القراءات السبع وعللها، لابن خالويه، تحقيق: د. عبد الرحمن العثيمين (٢:٩٢ - ٩٣)، والحجة للقراءات السبع، لأبي علي الفارسي، تحقيق: بدر الدين قهوجي وغيره (٥:٢٩٨). (٤) ينظر البيت في ديوان الشمَّاخ (ص:١٣٥)، وأوله «مُمَجَّدَةِ». (٥) جاء في تاج العروس، مادة (برسم): «البِرْسَامُ - بالكسر ـ: عِلَّةٌ يُهذَى فيها - نعوذ بالله منها ـ، وهو وَرَمٌ حارٌّ يعرِض للحجاب الذي بين الكبد والأمعاء، ثمَّ يتَّصِلُ إلى الدِّمَاغِ. وقد بُرْسِمَ الرجلُ، فهو مُبَرْسَمٌ».

1 / 121