114

The Life of the Prophet by Abul Hasan Ali Hasani Nadwi

السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي

Daabacaha

دار ابن كثير

Lambarka Daabacaadda

الثانية عشرة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٥ هـ

Goobta Daabacaadda

دمشق

Noocyada

فهاجر عدد كبير من اليهود، حين لقوا اضطهادا من الرومان إلى أرض اليمن، ومدينة يثرب. ولجأت النصرانيّة إلى أرض نجران فرارا من حكم القياصرة الذين اضطهدوها «١» . إسماعيل ﵇ في مكة: قصد سيدنا إبراهيم مكّة، وهي في واد محصور بين جبال جرداء، ليس فيه ما يعيش عليه الناس، من ماء، وزرع، وميرة، ومعه زوجه هاجر، وولده إسماعيل، فرارا من الوثنيّة المنتشرة في العالم، ورغبة في تأسيس مركز يعبد فيه الله، ويدعو الناس إليه، ويكون منارا للهدى، ومثابة للناس، ونقطة انطلاق لدعوة التوحيد، والحنيفية السمحة والدين الخالص «٢» . تقبّل الله هذا العمل الخالص، وبارك في هذا المكان، وأجرى الله الماء لهذه الأسرة المباركة الصغيرة، المؤلّفة من أمّ وابن- وقد تركهما إبراهيم في هذا المكان القاحل المنعزل عن العالم- وكان بئر زمزم، وبارك الله في هذا الماء. وكان إبراهيم لا يزال في جهاد، ودعوة، وانتقال من مكان إلى مكان، يدعو الناس إلى الله، ويعود إلى مكّة، فيقضي فيها أياما، ثمّ يغادرها «٣» .

(١) استفدنا في هذا البحث الأخير من كتاب «خاتم النبيين ﷺ» للعلامة محمد أبو زهرة؛ ج ١، فصل «أرض النبوة الأولى هي أرض العرب» . (٢) القرآن الكريم سورة البقرة [الآية: ١٢٦]، وسورة إبراهيم [الآية: ٣٧] . (٣) تؤيّد ذلك الروايات اليهودية وتقول: إنّ إبراهيم كان يتردّد إلى إسماعيل بين آونة وأخرى ويزوره سرا في الصحراء (تعني الجزيرة العربية) راجع: D.Sidersky- des- origines des legends Musalmans) Paris.٣٣٩١ (pp.١٥- ٣٥.

1 / 118