المطلب الخامس: عدد الشهود لثبوت هلال شوال اختيار الشيخ: اختار قول الجمهور: إنه يشترط شاهدان لثبوت هلال شوال، فقال: "وأما هلال شوال فلا يقبل فيه إلا شهادة اثنين عدلين" (١). تحرير محل الخلاف: اتفق أهل العلم على أن الكافة إذا أخبرت برؤية الهلال، أن الصيام والإفطار بذلك واجبان (٢). واختلفوا في عدد الشهود الذي يثبت به هلال شوال على قولين: القول الأول: يشترط لهلال شوال شهادة رجلين. وبه قال: الحنفية (٣)، والمالكية (٤)، والشافعية (٥)، والحنابلة (٦)، وهو اختيار الشيخ. القول الثاني: يكتفى في ثبوت هلال شوال بشاهد واحد. وبه قال: أبو ثور (٧) (٨)، وابن حزم (٩) (١٠).

(١) مرعاة المفاتيح ٦/ ٤٥٠. (٢) مراتب الإجماع ص ٤٠، الإقناع لابن القطان ١/ ٢٢٨، بدائع الصنائع ٢/ ٨٠، القوانين الفقهية ص ٧٩، تبيين الحقائق ١/ ٣٢١، مناهج التحصيل ٢/ ٦٦، المحلى بالآثار ٤/ ٣٧٥. (٣) بدائع الصنائع ٢/ ٨١، الاختيار ١/ ١٣٠، تبيين الحقائق ١/ ٣١٩، البناية ٤/ ٣١. (٤) المدونة ١/ ٢٦٧، المقدمات الممهدات ١/ ٢٥١، بداية المجتهد ٢/ ٤٨، التاج والإكليل ٣/ ٢٧٩. (٥) الأم ٢/ ١٠٣، الحاوي الكبير ٣/ ٤١٢، نهاية المطلب ٤/ ١٢، البيان ٣/ ٤٨٢، المجموع ٦/ ٢٨٠. (٦) المغني ٣/ ١٦٥، الفروع ٤/ ٤١٨، الروض المربع ١/ ٢٢٧، شرح منتهى الإرادات ١/ ٤٧٣. (٧) هو: إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان، وأبو ثور لقبه، أصله من بني كلب، فقيه من أصحاب الإمام الشافعي، من مصنفاته: كتاب ذكر فيه اختلاف مالك والشافعي، توفي سنة ٢٤٠ هـ. ينظر: تهذيب التهذيب ١/ ١١٨، وتذكرة الحفاظ ٢/ ٨٧، والأعلام للزركلي ١/ ٣٠. (٨) الإشراف لابن المنذر ٣/ ١١٣، بداية المجتهد ٢/ ٤٩، المجموع ٦/ ٢٨٠. (٩) هو: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، أبو محمد الأندلسي القرطبي، الإمام الفقيه الظاهري، أصله من الفرس، كانت له الوزارة وتدبير المملكة، فانصرف عنها إلى التأليف والعلم، من تصانيفه: المحلى في الفقه؛ مراتب الإجماع، والإحكام في أصول الأحكام في أصول الفقه، توفي سنة ٤٥٦ هـ. ينظر: تاريخ الإسلام ١٠/ ٧٤، طبقات الحفاظ ص ٤٣٥، الأعلام ٤/ ٢٥٤. (١٠) المحلى بالآثار ٤/ ٣٧٣.