132

The Harmony of the Pearls in the Symmetry of the Surahs = Secrets of the Arrangement of the Quran

تناسق الدرر في تناسب السور = أسرار ترتيب القرآن

Baare

عبد القادر أحمد عطا [ت ١٤٠٣ هـ]- مرزوق علي إبراهيم

Daabacaha

دار الفضيلة للنشر والتوزيع بالقاهرة

Goobta Daabacaadda

[٢٠٠٢ م - ١٤٢٢ هـ]

Noocyada

سورة النجم: أقول: وجه وضعها بعد الطور: أنها شديدة المناسبة لها؛ فإن الطور خُتمت بقوله: ﴿وَإِدْبَارَ النُّجُومِ﴾ "الطور: ٤٩"، وافتتحت هذه بقوله: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾ "١". ووجه آخر: [وهو] ٢ أن الطور ذكر فيها ذرية المؤمنين، وأنهم تبع لآبائهم٣، وهذه فيها ذكر ذرية اليهود٤ في قوله: ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ [وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ﴾ "٣٢" الآية، فقد أخرج ابن أبي حاتم، وبن المنذر، والواحدي بأسانيدهم عن ثابت بن الحارث الأنصاري، قال: كانت اليهود تقول: إذا هلك صبي صغير هو: صديق، فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال: $"كذبت يهود، ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا أنه شقي أو سعيد"، وأنزل الله عند ذلك ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ﴾ الآية] ٥. ولما قال هناك في المؤمنين: ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ "الطور: ٢١" أي: ما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين، مع نفعهم بما عمل آباؤهم، قال هنا في صفة الكفار أو بني الكفار: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ "٣٩" خلاف ما ذكر في المؤمنين الصغار. وهذا وجه بيِّن بديع في المناسبة، من وادي التضاد.

١ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ". ٣ وذلك في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ "الطور: ٢١". ٤ بل فيها ذكر لذرية كل كافر حين استخرج الله ذرية آدم من صلبه وقسمهم فريقين: فريقًا للجنة، وفريقًا للسعير. انظر "تفسير ابن كثير ٧/ ٤٣٧". ٥ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ"، وانظر: الدر المنثور للسيوطي "٦/ ١٢٨"، وزاد السيوطي بقوله: "وأخرجه الطبراني"، وانظر أيضًا: أسباب النزول للسيوطي، وفيه هذا النص "٢٥٨"، وكذا أسباب النزول للنيسابوري "٢٢٦" وذكره.

1 / 134