تبرئته١ من الوِزْر الذي ينشأ عن٢ النفس والهوى، وهو معصوم منهما، وعن رفع الذكر؛ حيث نزه مقامه عن كل وصم٣.
فلما كانت هذه السورة في هذا العلَم الفرد من الإنسان، أعقبها بسورة مشتملة على بقية الأناسي، وذكر ما خامرهم من٤ متابعة النفس والهوى.
سورة العلق والقدر
...
سورة العلق:
أقول: لما تقدم في سورة التين بيان خلق الإنسان في أحسن تقويم، بيَّن هنا أنه تعالى: ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ "٢" وذلك ظاهر الاتصال، فالأول بيان العلة الصورية، وهذا بيان العلة المادية١.
سورة القدر:
قال الخطابي٢: لما اجتمع أصحاب النبي ﷺ على القرآن، ووضعوا سورة القدر عقب العلق، استدلوا بذلك على أن المراد بهاء الكناية في قوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ "١" الإشارة إلى قوله: ﴿اقْرَأْ﴾ "العلق: ١".
قال القاضي أبو بكر بن العربي: وهذا بديع جدًّا٣.