174

The Guide to Understanding Arab Poetics

المرشد إلى فهم أشعار العرب

Daabacaha

دار الآثار الإسلامية-وزارة الإعلام الصفاة

Lambarka Daabacaadda

الثانية سنة ١٤٠٩ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٩ م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

وليس من له أدنى نظر بالشعر يشك أن هذه الرائية أجود بكثير من رائية أبي نواس، وأصدق لهجة وأصلح للنغم الشجي الذي صيغت فيه. وقد زعموا أن المأمون لما سمع بها غيظ على شاعرها حتى أمر بقتله قتلة شنيعة. هذا وقد قل النظم في بحر المديد المعتل عند متأخري العباسيين حتى كاد يهجر، وقد جعل بعض المعاصرين يحيونه. ولم أعثر في ذلك على شيء يستحق الاختيار "بمقدار اطلاعي". وقد زعم الأستاذ الهاشمي ﵀ في ميزان الذهب (٣٦) أن السبب في إقلال الشعراء في هذا الوزن هو ثقله. ولا أنكر أن فيه ثقلا. ولكني لا أراه منع ابن قيس الرقيات وأبا نواس والعكوك وجماعة من تلك الطبقة أن ينظموا فيه. وعندي أن السر في ندرته عند المتأخرين هو أن الفحول أمثال المتنبي وأبي تمام والبحتري والمعري قد تنكبوه في الكثير الغالب وبهم اقتدى من جاء بعدهم. السريع (٢) السريع مستمد من الرجز، وله أنواع، منها: الثقيل الطويل، وأكثرها دورانًا في الشعر ما يدخل في دائرة البحور التي بين بين. ويزعم العروضيون أن وزن السريع الأصلي هو: مستفعلن مستفعلن مفعولات ... مستفعلن مستفعلن مفعولات بضم التاء غير ممدودة ولا مشبعة. وهذا لم يستعمله أحد من الشعراء ويقول العروضيون -ليبرروا ما افترضوه- إن الوزن الأصلي تعتريه علة اسمها الوقف عند الاستعمال، وهذه العلة تسقط ضمة التاء وتسكنها. ومن المعلوم ضرورة أن آخر البيت إما أن يكون مسكنًا، وإما أن يكون متحركًا، فإن كان

1 / 179