246

The Guide to Correcting Doctrines

القائد إلى تصحيح العقائد

Baare

محمد ناصر الدين الألباني.

Daabacaha

المكتب الإسلامي.

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٤ هـ / ١٩٨٤ م.

Noocyada

تمهيد: أرسل الله رسله مبشرين ومنذرين، وأنزل كتبه هداية للمتقين بأصول سعادة الدنيا والآخرة للبشر أجمع، فقررت أصول الإيمان بالله ورسله والملائكة واليوم الآخر وقدر الله في خلقه، وشرحت أركان العمل الصالح في معاملة الله تعالى ومعاملة خلقه من عبادات ومعاملات وتشريع مدني وجنائي، وبينت نتائج السير على هذا الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة وعواقب الانحراف عنه وعقوباته دنيًا وأخرى، وسعادة من سار عليه، وشقاء من انحرف وحاد عنه. أما علوم المعاش، رفاهة الحياة الدنيا وملذاتها من صناعة وزراعة وطب وهندسة وكيميا وطبيعة وفلك قلم تعن بها شرحًا وبحثًا وتنقيبًا، بل تركت ذلك لجهو د العقل البشري وتجارب الناس وهمم الباحثين، لأن ذلك يتطور حال الناس ويظهر بمظاهر تناسب عصورهم وتفكيرهم وجهو دهم العقلية والاجتماعية، وهو قابل للأخذ والرد والتمحيص والتحوير والاستبدال، واصلاحه ممكن بالعقل وبتطور الزمان ومناسبة المكان. فإن عرضت الشرائع لشيء من ذلك فعلى سبيل المثال وذكر نعمة في خلقه ورحمته بهم بأرضه وسمائه ورياحه وسحبه وأمطاره، ولا يضيرها في ضرب هذه الأمثال أن تقر بها لعقول الناس وتفكير العقلاء. (هذا تمهيد أول) . (الثاني) يظهر للمتأمل في مخلوقات الله تعالى أن لكل حادث منها أسبابًا مادية يتلمسها الباحثون ويقفون على كثير منها ظنًا وتخمينًا، أو قطعًا ويقينًا، وأن لهذه الحوادث أسبابًا غيبية وعللًا روحية أشارت إليها الديانات ولوحت إليها كتب السماء. وسيأتي شيء من الأمثلة الآتية توضيح لذلك.

1 / 251