The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Daabacaha
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Noocyada
هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالي» (١)، فقد ورث الصحابة من رسول الله ﷺ علم الكتاب والسنة، وهم خلفه ﷺ واجتهد الخلفاء الراشدون ﵃ فيما حدث في زمنهم من قضايا لم يرد فيها نص من كتاب ولا سنة، فكانوا خير الناس، وكان زمنهم خير الأزمان، إذ حفظوا للأمة المحمدية كل شيء عن رسول الله ﷺ فقامت دولة الخلافة الراشدة على أزكى ما يكون من العدل والمساواة، وسياسة الأمة بذلك في شئون الدنيا والآخرة، حتى لكأنك ترى رسول الله ﷺ وتسمع صوته، لكثرة ما يلتزم كل واحد منهم ﵃ بأداء ما سمع من رسول الله بكل صدق وأمانة وإخلاص، وكان يستوثق بعضهم بعضا فيما سمع حتى يروي الحديث الواحد العشرات منهم ﵃، وجاء بعد الصحابة التابعون ﵏.
ولم يكن حرص الصحابة ﵃ على السماع من رسول الله ﷺ قاصرا على النص القرآني الكريم، بل كانوا يرقبون ألفاظه وحركاته وسكناته، ليعلموا المراد من ذلك، الذكور منهم والإناث على حد سواء، فما أكثر ما تجد في السنة قول الصحابي سمعت رسول الله ﷺ يقول كذا وكذا، كقول النعمان بن بشير: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الحلال بين والحرام بين ...» (٢)، ولم يكتفوا بالسماع فما أكثر ما تجد في السنة قول الصحابي: سألت رسول الله ﷺ عن كذا وكذا، كقول عائشة ﵂: "سألت رسول الله ﷺ عن الالتفات في الصلاة" (٣)، ولم يكف ذلك بل كانوا يرصدون أفعاله، فما أكثر ما تجد الصحابي يقول: رأيت رسول الله ﷺ يفعل كذا وكذا، وكقول عائشة ﵂: "كنت قاعدة أغزل، والنبي ﷺ يخصف نعله، فجعل جبينه يعرق، وجعل عرقه يتولد نورا، فبُهت،
_________
(١) أخرجه البيهقي، السنن الكبير (٢١٤٣٩).
(٢) أخرجه البخاري حديث (٥٢).
(٣) أخرجه البخاري حديث (٧٥١).
1 / 49