The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Daabacaha
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Noocyada
الفرق بين الشيعة والتشيع
المراد بالشيعة الأنصار والأعوان، قال تعالى حكاية عن موسى ﵇: ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾ (١) وقال حكاية عن نوح ﵇: ﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ﴾ (٢) أي من أنصاره في الدين والتوحيد إبراهيم ﵇، فاتضح أن للفظ "الشيعة" مسارين: ما يراد به القوم والعشيرة؛ فالذي من شيعة موسى هو من قومه بني إسرائيل، وما يراد به النصرة في الدين والاعتقاد كما حكى الله عن نوح وإبراهيم ﵉.
فالشيعة قد يكونون أنصارا للحق، وقد يكونون أنصارا للباطل.
وكذلك التشيع: له مساران:
الأول: في الحق: وهو حب آل البيت على منهج الكتاب والسنة، وأن لهم الفضل والمكانة العالية لقربهم من رسول الله ﷺ، وهذا لا ينكره مؤمن بالله ورسوله، وعليه أهل السنة والجماعة، من غير إفراط ولا تفريط، وهو ما كان عليه المؤمنون في عهد النبوة، وعهد الخلفاء الراشدين الثلاثة، لم يزد فيه عند البعض على أن عليا ﵁ كان أحق بالخلافة لما قدمنا من الأوصاف.
الثاني: في الباطل؛ فإنه لما حدث قتل عثمان ﵁ استغل أصحاب الفتنة الموقف، في توسعة الفتنة بما حدث بين على ومعاوية ﵄، ونحن لا نشك في أن الحق مع على ﵁، فانقسم الناس إلى موالين لعلي ﵁، وموالين لمعاوية ﵁، ثم انقسم الموالون لعلي بعد التحكيم، إلى موالين لعلي ﵁، ومفارقين له مكفرين للطرفين: علي وأصحابه، معاوية وأصحابه، فتحصل ثلاث فرق:
علي ومن شايعه، ومعاوية ومن معه، والخوارج ضدهما.
فسمي من شايع عليا ﵁ شيعة علي ﵁، لأنهم يرون أحقية علي بالخلافة، لما تقدم ذكره في شأن علي ﵁ ولم يجاوز الخلاف بينهم وبين من يرى أحقية الخلفاء الثلاثة بالخلافة حسب ترتيب الفضل، فأهل السنة يرون الخلافة صحيحة على
(١) من الآية (١٥) القصص. (٢) من الآية (٨٣) من سورة الصافات.
1 / 191