169

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

Daabacaha

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

Noocyada

عَظِيمٍ﴾ (١)، ثم إن المنافقين الذين عدهم رسول الله ﷺ نفر قليل بالنسبة لمجموع الصحابة ﵃، وفي نهيه ﷺ عن الصلاة عليهم، وأخباره ﷺ حذيفة ﵁ بذلك إشارة إلى أنهم يموتون على الكفر. ثانيا: إن المنافقين الذين أخبر بهم حذيفة عرفهم بأعيانهم، فقد ورد من طريق جبير بن مطعم أنهم اثنى عشر رجلا، لم يبق منه غير رجل واحد (٢)، وقد قال حذيفة ﵁: ما بقي من المنافقين إلا أربعة، أحدهم شيخ كبير لا يجد برد الماء من الكبر، فقال له رجل: فمن هؤلاء الذين ينقبون بيوتنا ويسرقون علائقنا، قال: ويحك! أولئك الفساق (٣)، وهو كذلك فما كل فاسق منافق، فقد يقع المؤمن في المعصية وهو بريء من النفاق، ألم تسمع أنه ﷺ أتي بابن النعيمان وقد شرب الخمر فجلده، ثم أتي به فجلده، أتي به مرارا أربعا أو خمسا، فقال رجل: "اللهم العنه ما أكثر ما يشرب، وما أكثر ما يجلد"، فقال النبي ﷺ: «لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله» (٤)، فتعميم الرافضة ذلك على جمع أصحاب رسول الله ﷺ أوقعهم في مصائب كبيرة وعظيمة وهي: ١ - إن قولهم هذا طعن في الشريعة الإسلامية كلها، لأن الصحابة هم نقلتها عن رسول الله، ولا تقوم للرافضة الحجة بما يروون عن آل لبيت؛ لأن ما هو صحيح من الرواية عن آل البيت هو مروي عن صحابة غيرهم، وثابت عند أهل السنة، ولم ينفرد الرافضة إلا برواية الكذب والزور على آل البيت، ووضع الكثير منها تدعيما لعقيدتهم الباطلة في الصحابة وغيرهم، وقد طهر الله قلوب وألسنة وكتب أهل السنة من ذلك الدنس العظيم الذي وقع فيه الرافضة. ٢ - إنه طعن في رسول الله؛ لأننا نقول: إن الصحابة اختارهم الله لرسوله أعوانا، قال عبدالله بن مسعود ﵁: "إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد ﷺ خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ﷺ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون

(١) الآية (١٠١) من سورة التوبة. (٢) فتح الباري (٨/ ٣٣٧). (٣) أخرجه ابن أبي شيبة المصنف (٨/ ٣٧). (٤) أخرجه عبد الرزاق المصنف (٩/ ٢٤٦).

1 / 173