The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Daabacaha
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Noocyada
بدهيا، أن كل ما جانب الكتاب والسنّة الصحيحة، فهو هراء والإسلام منه براء، نعلم أن رسول الله ﷺ أخبر عن تلك الفرق أنها في النار، إلا واحدة، وبين ﷺ أن الفرقة الناجية هم الباقون على ما كان عليه ﷺ وأصحابه ﵃، ومما يؤيد هذا حديث حذيفة ﵁ قال: "كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم» قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟، قال: «نعم، وفيه دخن» قلت: وما دخنه؟، قال: «قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر» قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟، قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها» قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟، قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟، قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك» (١)، وعجبا لمن يُخرج الخلفاء الراشدين وعموم الصحابة من المهاجرين والأنصار وغيرهم ﵃ والتابعين لهم بإحسان من جماعة المسلمين، بل هم جماعة المسلمين، وهم الفرقة الناجية، فمن مثل أبي بكر ﵁ من عموم الفرق التي تدعي أنها الناجية، ومن مثل عمر بن الخطاب ﵁، أحب العمرين إلى الله، إذ تحقق فيه دعاء رسول الله ﷺ: «اللهم أيد هذا الدين بأحب الرجلين إليك: عمر بن الخطاب، أو أبي جهل بن هشام» (٢). فكان أحب الرجلين إليه عمر ﵁، روى هذا الحديث عن رسول الله ﷺ جماعة، منهم: علي بن أبي طالب، وابن عباس، وعائشة، وأبو سعيد الخدري، وابن مسعود، وخباب، وأنس ﵃، فضيلة تفرد بها عمر، لم يشركه فيها أحد ﵁.
والمراد بأحب العمرين أفضلهما عند الله، فإن الله لا يحب من كفر به، ولو كان لكل منهما مكانته في الجاهلية، فإن من أسلم أزكى وأفضل من الباقي عليها، قال
(١) البخاري حديث (٦٦٧٣). (٢) شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين ١/ ١٣٩.
1 / 158