The Fundamentals of Da'wah - Al-Madinah University
أصول الدعوة - جامعة المدينة
Daabacaha
جامعة المدينة العالمية
Noocyada
اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده». وكان ﷺ يحثهم على قراءة القرآن والخروج في طلبه بلغة التجارة والربح، عن عقبة بن عامر، قال: خرج رسول الله ﷺ ونحن في الصُّفَّة فقال: «أيكم يحب أن يغدوا كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق؛ فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم، فقلنا: يا رسول الله، نحب ذلك. قال: أفلا يغدوا أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله ﷿ خير له من ناقتين وثلاثة خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل».
والتعلم والتعليم الذي حضَّ عليه النبي ﷺ يشمل القراءة، كيف يقرأ القرآن، وكيف يتلى، وكيف يجود، وكيف يرتل، ويشمل كذلك التفسير ومعرفة المعاني حتى يعقل العبد عن الله مراده، ويشمل استخراج الأحكام ومدارستها؛ فمن فعل ذلك فقد تلا القرآن حق تلاوته، ودخل في عموم قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ (البقرة: ١٢١) قال ابن مسعود ﵁: "والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحلَّ حلاله ويحرم حرامه، ويقرؤه كما أنزله الله، ولا يحرّف الكلم عن مواضع، ولا يتأوَّل منه شيء على غير تأويله".
وقال الحسن البصري ﵀: ﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِه﴾ يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابه، ويكلون ما أُشكل عليهم إلى عالمه. وقال الإمام السيوطي ﵀: والأمة كما هي متعبدة بفهم معاني القرآن وأحكامه متعبدة بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من الأئمة القُراء، وهي الصفة المتصلة بالحضرة النبوية أي: أنه لا يكفي الأخذ من المصاحف بدون تلقٍّ عن أفواه المشايخ المتقنين للتلاوة.
1 / 245