207

The Fundamentals of Da'wah - Al-Madinah University

أصول الدعوة - جامعة المدينة

Daabacaha

جامعة المدينة العالمية

Noocyada

بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء: ١٣٨ - ١٤٦). هذه هي أصناف المدعوِّين من غير المسلمين من المشركين واليهود والنصارى والمنافقين، وقد دعا الله ﵎ إلى التوبة والدخول في الإسلام، واتباع النبي ﵊، وقام ﷺ بدعوتهم جميعًا، لم يفرق بين مشرك وكتابي ومنافق، ولقد قضى ﷺ في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو المشركين إلى التوحيد، وكان يغشاهم في مجالسه وأنديتهم ويزورهم في بيوتهم، وكان يدعوهم فرادى ومجتمعين، ولم يترك دعوتهم مع انصرافهم عنه وإصرارهم على عدم الاستماع إليه، كما قال تعالى: ﴿وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ * قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ﴾ (فصلت: ٥، ٦) فأمره ﷺ بالاستمرار في دعوتهم وإن دعوه إلى عدم دعوتهم وعدم تذكيرهم. كما كان ﵊ في المدينة يأتي اليهود ويدعوهم إلى الإسلام؛ ففي البخاري عن أبي هريرة ﵁ قال: "بينما نحن في المسجد إذ خرج علينا رسول الله ﷺ فقال: «انطلقوا إلى يهود»، فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدارس فقام ﷺ فناداهم: «يا معشر يهود، أسلموا تسلموا» فقالوا: بلغت يا أبا القاسم، فقال: «ذلك أريد» ثم قالها ثانية، فقالوا: بلغت أبا القاسم، ثم قالها الثالثة، فقال: «اعلموا أن الأرض لله ولرسوله، وإني أريد أن أجليكم، فمن وجد منكم بماله شيئًا فليبعه، وإن لا فاعلموا أن الأرض لله ولرسوله». كذلك كان ﷺ يأتي المنافقين ويدعوهم إلى الإسلام؛ ففي مسلم عن أنس بن مالك ﵁ قال: "قيل للنبي ﷺ: لو أتيت عبد الله بن أبي؟ قال: فانطلق إليه،

1 / 227