144

The Fundamentals of Da'wah - Al-Madinah University

أصول الدعوة - جامعة المدينة

Daabacaha

جامعة المدينة العالمية

Noocyada

«من سُئل عن علم فكتمه؛ أُلجم يوم القيامة بلجام من نار» والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِمَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة: ١٥٩، ١٦٠). ثانيًا: أمانة العلم ينبغي أن تكون في المحل الأول من الاعتبار؛ بحيث ينقل العالم معلوماته واضحة دقيقة لا لبس فيها ولا تحريف ولا زيادة ولا نقصان، فإن الله ﵎ عابَ على بني إسرائيل كونهم يحرفون الكلم عن مواضعه، ونهاهم عن ذلك في أكثر من آية، كما نهى عن كتمان العلم. ثالثًا: العلم حق مشاع للإنسانية جمعاء، وما بعث الله الرسل إلا معلمين مرشدين، سواء بالكتب المنزلة أو بالقدوة الطيبة، واشتراط الأجر في التعليم يتنافى مع مبادئ الإسلام، فإن الله ﵎ حكى عن جميع الأنبياء أنهم ما كانوا يسألون أقوامهم أجرًا على ما يدعوهم إليه، وما يعلمونهم من دين الله ﷿. رابعًا: البعد عن ضياع الوقت في المناقشات الجدلية، سواء من جهة المعلمين أو المتعلمين، فإن الله قال: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ (الأنعام: ٦٨)، وقال في وصف الكفار: ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَاب﴾ وقال: ﴿وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (الحج: ٦٨). خامسًا: الاستجابة للحق القائم على الدليل، وقد عاب القرآن الكريم على المتعنتين، الذين يغمضون أعينهم عن الضوء المنير، ويجعلون أصابعهم في آذانهم حتى لا ينفذ إليها اليقين، قال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا

1 / 160