The Four Principles in the Qur'an
المصطلحات الأربعة في القرآن
Noocyada
(رب السماوات والأرض وما بينهما وربُّ المشارق) (الصافات: ٥)
(وأنه هو رب الشِّعرى) (النجم: ٤٩)
تصورات الأمم الضالة في باب الربوبية
ومما تقدم من شواهد آيات القرآن، تتجلى معاني كلمة (الرب) كالشمس ليس دونهما غمام. فالآن يجمل بنا أن ننظر ماذا كانت تصورات الأمم الضالة في باب الربوبية، ولماذا جاء القرآن ينقضها ويرفضها، وما الذي يدعو إليه القرآن الكريم؟ ولعل من الأجدر بنا في هذا الصدد أن نتناول كل أمة من الأمم الضالة التي ذكرها القرآن منفصلة بعضها عن بعض، فنبحث في عقائدها وأفكارها حتى يستبين الأمر ويخلص من كل لبس أو إبهام.
قوم نوح ﵇
إن أقدم أمة في التاريخ يذكرها القرآن هي أمة نوح ﵇، ويتضح مما جاء فيه عن هؤلاء القوم أنهم لم يكونوا جاحدين بوجود الله تعالى، فقد روى القرآن نفسه قولهم الآتي في ردّهم على دعوة نوح ﵇:
(ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يريدُ أن يتفضل عليكم، ولو شاء الله لأنزل ملائكة) ... (المؤمنون: ٢٤)
وكذلك لم يكونوا يجحدون كون الله تعالى خالق هذا العالم، وبكونه ربًا بالمعنى الأول والثاني، فإنه لما قال لهم نوح ﵇
(هو ربكم وإليه ترجعون) (هود: ٣٤)
و(استغفروا ربكم إنه، كان غفارًا) و(ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقًا وجعل القمر فيهن نورًا وجعل الشمس سراجًا والله أنبتكم من الأرض نباتًا) (نوح: ١٠، ١٥، ١٦، ١٧)
لم يقم أحد منهم يرد على نوح قوله ويقول: ليس الله بربنا، أوليس الله بخالق الأرض والسماء ولا بخالقنا نحن، أو ليس هو الذي يقوم بتدبير الأمر في السماوات والأرض.
ثم إنهم لم يكونوا جاحدين أن الله إلهٌ لهم. ولذلك دعاهم نوح ﵇ بقوله: (ما لكم من إله غيره) فإن القوم لو كانوا كافرين بألوهية الله تعالى، إذًا لكانت دعوة نوح إياهم غير تلك الدعوة وكان قوله ﵇ حينئذ من مثل "يا قوم! اتخذوا الله إلهًا) .
1 / 27