ومما يشهد لإمامته في القراءات ما ذكره ياقوت الحموي في (مجمع الأدباء) حيث يصف مؤلفًا للطبري في القراءات فيقول: "رأيته في ثماني عشرة مجلدة إلا أنه كان بخطوط كبار، ذكر فيه جميع القراءات من المشهور، والشواذ، وعلل ذلك، وشرحه، واختار منها قراءة لم يخرج بها عن المشهور" (^١).
وتأمل قول الحموي: "لم يخرج بها عن المشهور" يتبين بجلاء ما ذُكِرُ آنفًا.
ثم لنتأمل كذلك وصف أبي عمرو الداني في (الأرجوزة المنبهة) حيث يقول ﵀:
القول في أصحاب الاختيار
وأهل الاختيار للحروف … والميز للسقيم والمعروف
جماعة كلهم إمام … مقدم أولهم سلام
وهو الذي يعرف بالطويل … إمام كل فاضل جليل
أقرأ باختياره الأناما … ولم يزل مقدما إماما
فذكر الأئمة إلى أن ختم بالطبري فقال:
والطبري صاحب التفسير … له اختيار ليس بالشهير
وهو في جامعه مذكور … وعند كل صحبه مشهور
فهؤلاء أهل الاختيار … لأحرف القرءان في الأقطار (^٢)