142

The Forty Creedal Principles

الأربعون العقدية

Daabacaha

دار الآثار

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

٢٠٢١ م

Goobta Daabacaadda

مصر

Noocyada

زعموا أن الله -تعالى- على صورة الإنسان، ورَوَوْا فيه خبرًا، وهو «إنّ اللهَ خلقَ آدمَ على صُورته»، ولو كان الله -تعالى- على صورةِ آدمَ لَما صَحَّ قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] ". (^١) *ونَفْيُهم هذا بيِّنُ البُطْلانِ مِن وُجوهٍ: ١ - الأول: من ينظر في كتب الأئمة التي ألّفوها لبيان صفات الله ﷿ يجدُ أن أكثرَهم أوردَ فيها أحاديث الصورة: فقد أوردها ابن أبي عاصم في [السّنّة]، والآجريّ في [الشريعة]، واللالَكائيّ في [شرح اعتقاد أهل السنة]، والدارَقُطني في [الصفات]، وعبد الله ابن الإمام أحمد في [السّنّة]. ولا معنى لإيرادهم هذه الأحاديث إلا إثباتهم لمدلولها، وهو: (١) أن الله -تعالى- يوصف بأن له صورةً ليست كالصُّوَر. (٢) وأن آدم ﵇ خُلق على صورة الرحمن ﷿؛ إذ ليس في هذه الأحاديث مما يتعلق بصفات الله ﷿ إلا هذين المدلولينِ، وهم أئمة ناقدون بصيرون متبوعون، فلو كان لهم فيها رأيٌ أو قول يخالف مدلولها أو شكٌّ في صحتها لَبيَّنُوه. (^٢) ٢ - الثاني: وأما قولهم: "ولو كان الله -تعالى- على صورة آدم-﵇ لعارض ذلك قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] " فالرد عليه أن يقال: إنكم لم تعرفوا من الإثبات إلا ما كان لازمه التشبيه والتمثيل، فنظرتم لأدلة الصفات نظرةً قاصرةً، وأما أهل السنة فهم أسعد الناس بالأخذ عن الله -تعالى- وعن رسوله ﷺ، فقد أعملوا أدلة الصفات، فأثبتوها لله تعالى، وأعملوا أدلة التنزيه، فجعلوا الصفات الإلهية ثابتة لله -تعالى- على ما يليق به، فلا سَمِيَّ له، ولا كُفُؤَ له، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ

(^١) [فضل الاعتزال، وطبقات المعتزلة] (ص/١٠١ - ١٠٤). (^٢) الانتصار في الرد على المعتزلة (٢/ ٦٢٧).

1 / 155