91

The Doctrinal Views of Al-Sam'ani

آراء السمعاني العقدية

Noocyada

وقد فصّل الله جل وعلا الآيات، وبيَّنها، وأظهرها، لكن تحتاج إلى نظر، وتأمل، وتدبر، يقول تعالى: " كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْأيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨) " (الروم ٢٨)، يقول السمعاني: " أي: ينظرون إلى هذه الدلائل بعقولهم ". (^١) ولذا أمر الله ﷿ أنبياءه بالتذكير بهذه الدلائل، فقال تعالى: " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (٢١) " (الغاشية ٢١): " أي: اذكر دلائل توحيد الله ". (^٢) ثم عاب على المشركين شركهم فقال تعالى: " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ " (البقرة ١٦٥): يقول السمعاني: " كأنه عاب المشركين، حيث اتخذوا من دونه أندادًا، بعد ما أظهر الدلائل، ونصب البراهين على الوحدانية ". (^٣) ولذلك كان التكذيب بالتوحيد، والاستكبار عن الإيمان، موجودًا عند بعض من طمست فطرته، وأعميت بصيرته، يقول جل وعلا في قصة موسى وفرعون: " وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (٥٦) " (طه ٥٦): " أي: كذب بالتوحيد، وأبى عن الإيمان ". (^٤) وبتتبع كلام الإمام السمعاني في تفسيره، نخلص إلى أنه سلك في استدلاله على وجود الباري جل وعلا طريقين: الطريق الأول: دليل الفطرة والميثاق: ذكرنا فيما سبق، أن النفس تدرك وجود الله تعالى بفطرتها، فلو تركت دون مؤثرات خارجية، لاستدلت على الله تعالى - ولذا الفطرة تكون حاضرة أوقات الشدة، وتظهر حين نزول البلية، شاهده قوله تعالى عن المشركين: " فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ " (العنكبوت ٦٥)، يقول الإمام السمعاني:" أي: دعوا الله وتركوا دعاء الأصنام " (^٥)

(^١) «السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٢٠٨ (^٢) «السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٢١٥ (^٣) «السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٦٤ (^٤) «السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٣٣٥ (^٥) «السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ١٩٣

1 / 91