78

The Doctrinal Implications of Cosmic Verses

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Daabacaha

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Goobta Daabacaadda

اللملكة العربية السعودية

Noocyada

أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ (^١). فالله هو الذي خلق كل شيء فسواه، فأكمل صنعته، وبلغ به غاية الكمال الذي يناسبه. وقدر لكل مخلوق وظيفته وغايته فهداه إلى ما خلقه لأجله. قال ابن سعدي ﵀: " يأمر تعالى بتسبيحه المتضمن لذكره وعبادته، والخضوع لجلاله، والاستكانة لعظمته، وأن يكون تسبيحا، يليق بعظمة الله تعالى، بأن تذكر أسماؤه الحسنى العالية على كل اسم بمعناها الحسن العظيم، وتذكر أفعاله التي منها أنه خلق المخلوقات فسواها، أي أتقنها وأحسن خلقها، ﴿وَالَّذِي قَدَّرَ﴾ تقديرًا، تتبعه جميع المقدرات ﴿فَهَدَى﴾ إلى ذلك جميع المخلوقات. وهذه الهداية العامة التي مضمونها أنه هدى كل مخلوق لمصلحته" (^٢). رابعًا: بيان خضوعها لله ﷿ -. أخبر الله ﷿ في آيات كثيرة عن خضوع هذه الآيات الكونية له، طوعًا وكرهًا، قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (٤٨) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (^٣). وقال تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ (^٤). فجميع ما خلقه في السماوات وما دب على الأرض ومشى على ظهرها

(^١) طه: ٥٠. (^٢) تفسير ابن سعدي: ٤/ ١٩٥٩، وانظر: تفسير ابن أبي حاتم: ٧/ ٢٤٢٤ - ٢٤٢٥، وتفسير القرطبي: ٢٠/ ١٥. (^٣) النحل: ٤٨ - ٤٩. (^٤) فصلت: ١١.

1 / 86