The Doctrinal Implications of Cosmic Verses
الدلالات العقدية للآيات الكونية
Daabacaha
دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض
Goobta Daabacaadda
اللملكة العربية السعودية
Noocyada
القسم الأول: الهدي المتعلق بذات الآيات الكونية
أولًا: بيان عجزها عن التصرف
إن من الهدي القرآني تجاه الآيات الكونية أن يبين عجزها، وأنها لا تملك لنفسها ولا لغيرها شيئًا (^١)، للاستدلال بذلك على إثبات وجود الله، وتقرير وحدانيته وعظمته وقدرته، قال تعالى: ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ﴾ (^٢).
قال إبراهيم ﵇ في مناظرته لقومه مبينًا عجز هذه الآلهة التي تدعى من دون الله: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (٧٥) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (٧٧) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (٧٨) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (^٣).
قال ابن كثير ﵀: " وبين - يعني إبراهيم ﵇ في هذا المقام خطأهم وضلالهم في عبادة الهياكل، وهي الكواكب السيارة السبعة المتحيرة ... فبين أولًا أن هذه الزهرة لا تصلح للإلهية؛ لأنها مسخرة مقدرة بسير معين، لا
(^١) انظر: مناهل العرفان في علوم القرآن لمحمد بن عبد العظيم الزرقاني، تحقيق: فواز زمرلي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط ٣: ٢/ ٢٧٦. (^٢) فاطر: ١٣. (^٣) الأنعام: ٧٥ - ٧٩.
1 / 84