111

The Doctrinal Implications of Cosmic Verses

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Daabacaha

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Goobta Daabacaadda

اللملكة العربية السعودية

Noocyada

جهنم، فعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ، قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم"، وعنه ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " واشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير" (^١)، إلى غير ذلك.
ثالثًا: التنبيه على المخالفات العقدية عند حدوث التغيرات الكونية:
كان من هدي النبي ﷺ الواضح التنبيه على المخالفات العقدية خصوصًا عند وجود مناسبة لذلك، فلما كسفت الشمس في اليوم الذي توفي فيه ابنه إبراهيم، وكان من الاعتقادات في الجاهلية أن كسوف الشمس أو القمر يحصل عند موت عظيم أو حياته وربط بعض الصحابة هذه الآية بحالة الوفاة، قطع النبي ﷺ هذا الاعتقاد من أصله، فقال: "الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا" (^٢).
رابعًا: الأمر بالتوجه والتعلق بالله ﷿ عند حدوث تغيرات كونية
فعند حصول أي تغير في هذه الآيات الكونية نجد أن الرسول ﷺ يحث أمته على التوجه إلى الخالق والتعلق به، مع بيانه أن هذه الآيات مربوبة مخلوقة يتصرف الله فيها كيف يشاء.
ففي أحاديث الكسوف يأمر ﷺ بالإسراع إلى الصلاة والتوجه إلى الله سبحانه، وأن الجرمين السماويين الذي ينتج عنهم أثر الخسوف والكسوف ما هي إلا مأمورة بأمر خالقها تؤدي ما وجب عليها من فعل وليس

(^١) صحيح البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر: ١٢٢ برقم (٥٣٤، ٥٣٧).
(^٢) صحيح البخاري، كتاب الكسوف، باب لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا حياته: ٢١١ برقم (١٠٥٧).

1 / 119