The Dialogue Approach through the Biography of Musab bin Umair and its Educational Applications
أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير ﵁ وتطبيقاته التربوية
Noocyada
إسحاق: ورجع سعد ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة، فأقاما عنده يدعوان الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون ومسلمات ... " (١)، فهذا أثرٌ عظيم في ظهور العلم، بل وتجد في ذلك سرعةً وإقبالًا من الناس في حين ظهور الحق، فعندما رجع مصعب بن عمير ﵁ إلى مكة ذهب إلى النبي ﷺ وأخبره بأمر الأنصار وسرعتهم في دخول الإسلام فسُرَّ رسول الله ﷺ بكل ما أخبره (٢).
ثانيًا: تمييز الحق من الباطل:
إن الحق والباطل لا يجتمعان، والصراع بينهما قائم ومستمر، والواجب على المسلم إحقاق الحق وإبطال الباطل، قال تعالى: ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨)﴾ (٣)، " (لِيُحِقَّ الْحَقَّ) أي يظهر دين الإسلام ويعزه. (وَيُبْطِلَ الْباطِلَ) أي الكفر. وإبطاله إعدامه، كما أن إحقاق الحق إظهاره " (٤).
والحوار الناجح قائم على هدف واضح، وهو الوصول إلى الحق، قال ابن القيم ﵀: " فالمحاجة والمجادلة إنما فائدتها طلب الرجوع والانتقال من الباطل إلى الحق ومن الجهل إلى العلم، ومن العمى إلى الإبصار " (٥)، فبإمكان المحاور المسلم أن يطرح آراءه بما لا يخالف الشرع وأن يجعل الحق نصب عينيه،
(١) ابن هشام: مصدر سابق، ١/ ٤٣٥. (٢) ابن سعد: مصدر سابق، ٣/ ٨٨. (٣) سورة الأنفال: آية (٨). (٤) القرطبي: مصدر سابق، ٧/ ٣٧٠. (٥) ابن القيم: إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، دار الكتب العلمية، بيروت، ط٣، ١٤٢٥هـ، ٢/ ٢٠٦.
1 / 93