The Delight of Publication in the Interpretation of the Ten Commandments

Marzuq al-Zahrani d. 1450 AH
85

The Delight of Publication in the Interpretation of the Ten Commandments

أطيب النشر في تفسير الوصايا العشر

Daabacaha

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Noocyada

أخبرنا مخلد بن خالد بن مالك١، أخبرنا النضر بن شميل٢، عن ابن عون٣، عن ابن سيرين٤ قال: "كانوا٥يرون أنه على الطريق ما كان على الأثر"٦. ولا ريب أن الأثر المذكور هو شرع الله ﷿ الذي جاء به نبي الهدى والرحمة وهو صراط الله المستقيم الذي سار عليه معلمو الإنسانية بعد رسول الله ﷺ. وتجدر بنا الإشارة – ونحن نختم هذه الجولة من معايشة آيات من كتاب الله - أن نذكر القارئ الكريم بأن الآية فيها من الأمور التي تظهر للمتأمل ما يلي: ١- إن الله ﷿ قد جمع في هذه الوصية بين الأمر باتباع سبيل الحق، والنهي عن سبيل الضلال المقابلة له. ٢- أنه عزوجل كرر لفظ الوصية في هذه الآية فقال: ﴿ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ﴾ (الأنعام: من الآية١٥١) لمزيد التوكيد والاهتمام بها، فيا لها من وصية عظم الله شأنها، وقوى برهانها، وجعلها نورا لمن عمل بها، وحجة على من لم يستظل بظلها. ٣- في الآية الكريمة التنبيه على أن كل ما كان حقًا فهو واحد، ولا يلزم منه أن يقال: إن كل ما كان واحدا فهو حق، فإذا كان الحق واحدًا، كان كل ما سواه باطلا، وما سوى الحق أشياء كثيرة، فيجب الحكم بأن كل كثير باطل، ولكن لا يلزم أن يكون كل باطل كثير٧. ٤- الأمر بلزوم جماعة المسلمين لأن اتباع صراط الله المستقيم يستلزم ذلك. ٥- النهي عن الفرقة والإختلاف، فقوله: ﴿وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾ (الأنعام: من الآية١٥٣) دال على ذلك ويؤيده قوله تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِه﴾

١ هكذا في النسختين ولم أقف عليه ولعل الصواب مخلد بن مالك الجمال، فهو شيخ الدارمي، وتلميذ النضر، ثقة مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. ٢ ثقة، ثبت، مات سنة أربع ومائتين. ٣ عبد الله بن عون بن أرطبان، ثقة، ثبت، مات سنة خمسين ومائة. ٤ محمد بن سيرين، ثقة، ثبت، عابد، مات سنة عشر ومائة. ٥ أي أصحاب رسول الله ﷺ. (يرون أنه) يعني المسلم يكون على طريق الحق ما دام يلتزم بالأثر. ٦ أخرجه الدارمي السنن ١/٥٠. ٧ الرازي ٣/١٤. وانظر تعليق أحمد شاكر ﵀ عمدة التفسير ٥/٢٢.

71 - 72 / 36