-أي: الوداع وغيره-)، التي لا نَقْدر على إزالتها، ولا يسعنا (١) السُّكوت عليها، ولا نجد -أيضًا- من يساعدنا ممن يعدّون أنفسهم من أهل العلم، على منع مرتكبيها.
نقل العلامة الزَّبيدي الشَّهير بمرتضى في «شرح الإحياء» (٢)، قال:
«قال الشيخ الأكبر (٣) -قدس الله سره- في كتاب «الشريعة والحقيقة» (٤): الصفة التي يقوم بها المصلِّي في صلاته في رمضان أشرف الصِّفات؛ لشرف الاسم بشرف الزَّمان، فأقام الحق قيامه بالليل مقام صيامه بالنَّهار، إلا في الفريضة؛ رحمةً بعبيده وتخفيفًا.
ولهذا امتنع رسولُ الله ﷺ أن يقومه بأصحابه؛ لئلا يفترض عليهم فلا يطوقونه، ولو فرض عليهم لم يثابروا عليه هذه المثابرة، ولا استعدوا له هذا الاستعداد، ثم الذين ثابروا عليه في العامة أشأم أداءً، لا يتمُّون ركوعَه ولا سجودَه، ولا يذكرون اللهَ فيه إلا قليلًا، وما سنَّهُ مَن سنَّه على ما هم عليه إلا (٥) المتميزون من الخطباء والفقهاء، وأئمة المساجد، وفي مثل صلاتهم فيه قال النبي ﷺ للرَّجل: «ارجع فصلِّ، فإنَّك لم تصل» (٦)، فمن عزم على قيام رمضان المسنون المرغَّب فيه، فليتمَّ كما شرع الشَّارعُ الصلاةَ، من الطمأنينة، والوقار، والتَّدبُّر، والتسبيح، وإلا فتركُه أولى» انتهى كلام الزَّبيدي.