الإمام المالكي والمدرس بالجامع الأموي
٥
بسم الله الرحمن الرحيم
اطَّلعنا على هذا الكتاب، وعلمنا ما فيه، ونقول: كلٌّ من المتناظرين قد أطال الكلام في غير محلِّ الحاجة، والذي يظهر: أنَّ كلًاّ من المتناظرين لا يقصد بما يقول، إلا أن يغلب مناظرَه، فكان الدُّخولُ بينهم غيرَ جائز، لما أنّ شرط المناظرة: أن يكون القصدُ إحقاقَ الحقِّ، وأن يكون كلٌّ من المتناظرين يحب ظاهرًا وباطنًا أن يكون الحقُّ في جانب مناظره، كما كان عليه السَّلفُ الصّالح (١)، ولذلك نقول -بيانًا للحقِّ في ذاته، بقطع النَّظر عن الانتصار بعده لأحد منهما-: