فأين الحال من الحال، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فيجب على من له عقل أن لا ينظر إلى أفعال أكثر أهل الوقت، ولا لعوائدهم، فالسعيد من نبذ هذه العوائد المبتدعة، وشد يده على أتباع السلف؛ فهم القوم لا يشقى من اتبعهم، ولا من أحبهم، (إن المحب لمن يحب مطيع)، ولقد أطال ﵀ في التشنيع على ما يقع من بعض الناس، من رفع الصوت بالذكر ونحوه أمام الجنائز ا. هـ» (١) .
أقوال السادة الحنابلة:
قال في «دليل الطالب» (٢) و«شرحه» (٣): «ويكره رفع الصوت، والصيحة معها، وعند رفعها [-يعني: الجنازة-] (٤)، ولو بالذِّكر والقرآن، [بل يسنُّ الذِّكر والقرآن سرًا] (٥)، ويسنُّ لمتَّبعها أن يكون متخشِّعًا متفكِّرًا في مآله، متَّعظًا بالموت وبما يصير إليه الميت، وقول القائل مع الجنازة: (استغفروا [الله] (٦) له) ونحوه، بدعة عند الإمام أحمد، وكرهه وحرمه أبو حفص، ويحرم أن يتبعها مع منكر وهو عاجز عن إزالته» ا. هـ.