182

The Criterion in Demonstrating the Miraculous Nature of the Quran

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Daabacaha

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

ولقد ضل عن مكان الله من تابع هذه العلوم حيث لا يعرف سموات ولا علو ثابت ولا سفول ثابت للكون، ولا يعرف العرش.
وقد ذكر المكان ابن تيمية نقلًا عن السلف (١).
إن الضلال عن مكان الله تضمنه هذه العلوم الملحدة لمن تابعها وسار في ركبها حيث يتخيل الكون كله فضاء لا حَدّ له محشو بمجرات لا يحصرها العدد ولا تزال تتوالد، فمن جرته هذه العلوم والكشوف ضل ضلالًا بعيدًا ولا يدري أين ربه، وقد يقع في وحدة الوجود.
ولا محذور في ذكر المكان لله ﷿ إذا أثبتنا استوائه على العرش وأن العرش فوق السموات السبع وأن النبي ﷺ لما عُرج به كلما ارتفع كلما قرب من ربه، وأنه قرب من ربه لما عُرج به قربًا تأخر عنه جبريل ﵇.
وقد ورد ذكر المكان حيث أقسم الله به كما جاء في الحديث أن الشيطان قال مخاطبًا الله تعالى: وعزتك لأغوينّ بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسامهم. فقال الله تعالى: (وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لأغفرن لهم ما استغفروني) رواه الترمذي.

(١) الفتاوى ٥/ ٣٧٦.

1 / 183