249

The Creed of the Salaf Imams and the People of Hadith

اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث

Daabacaha

دار إيلاف الدولية

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٠هـ/١٩٩٩م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

وكما أنه له ذاتا لا تشبه الذوات، فكذلك صفاته لا تشبه الصفات وكذلك صوته لا يشبه صوت أحد من خلقه، ونحن نتكلم بالقرآن بأصواتنا فأصواتنا مخلوقة ولكن كلام الله تعالى غير مخلوق.
وأما الأشعرية والماتريدية فقالوا: كلام الله كلام نفسي بدون حرف ولا صوت ولا يتجزأ ولا يتبعض، وليس فيه أمر ولا نهي، ولا خبر ولا استخبار أما التوراة والإنجيل والقرآن فليس كلام الله على الحقيقة بل هو مخلوق وهو كلام الله مجازًا لأنه دال على كلام الله النفسي.
واختلف الماتريدية عن الأشعرية بأن قالوا: كلام الله النفسي لا يسمع فموسى وغيره من الأنبياء لم يسمعوا كلام الله وإنما سمعوا صوتًا مخلوقًا في الشجرة، أما الأشعرية فقد قالوا: كلام الله النفسي يسمع فكلامهم هذا أبعد عن النقل والعقل. لذلك قال كثير من الأشعرية إن معنى سماع كلام الله، فهم كلام الله لعلمهم أن القول بسماع الكلام النفسي سفه وتغفيل.
فالحاصل أن الجهمية الأولى والكلابية والماتريدية والأشعرية كلهم متفقون ومجمعون على أن هذا القرآن العربي مخلوق وليس كلام الله على الحقيقة١. وزاد الماتريدية والأشعرية بدعة أخرى وهي الكلام النفسي.

١ انظر كتاب التوحيد للماتريدي (٥٩)، تبصرة الأدلة (١٢٦)، المسايرة (٨: ٨١)، واشارات المرام (٥٥، ١٨١: ١٨٢)، والإرشاد للجويني (١٢٩: ١٣٠)، وانظر خلق أفعال العباد (١٤٩) ودرء تعارض العقل والنقل (٤٠، ٩٣)، ومجموع الفتاوى (١٢/٣٠٤: ٣٠٤، ٣٦٥، ٥٨٤: ٥٨٦) .

1 / 258