154

The Creed of the Salaf Imams and the People of Hadith

اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث

Daabacaha

دار إيلاف الدولية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٠هـ/١٩٩٩م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

النظر، لكان موسى قد خفي عليه من صفة الله ما علموه١.
الوجه الثاني: أن الله لم ينكر عليه لما طلب الرؤية ولو كانت محالة لأنكر عليه كما أنكر على نوح لما سأل نجاة ابنه من الغرق حيث قال ﴿إني أعظك أن تكون من الجاهلين﴾ ففي إنكاره تعالى على نوح دليل عدم جواز ما طلب وعدم الإنكار على موسى دليل الجواز وعدم الامتناع٢.
الوجه الثالث: أنه تعالى علق الرؤية على أمر جائز، وهو استقرار الجبل والمعلق على الجائز جائز، فيلزم كون الرؤية في نفسها جائزة٣.
* قال عثمان بن سعيد الدارمي: ألا ترى أنه يقول فإن استقر مكانه فسوف تراني، ولو شاء لاستقر الجبل ورآه موسى. ولكن سبقت منه الكلمة أنه لا يراه أحد في الدنيا فلذلك قال ﴿لن تراني﴾ فأما في الآخرة فإن الله تعالى ينشر خلقه فيركب أسماعهم وأبصارهم للبقاء، فيراه أولياؤه جهرًا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم٤.
ومنها قوله تعالى: ﴿كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: ١٥] والاستدلال بهذه الآية على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة استدلال بالمفهوم حيث قال سبحانه عن اللقاء ﴿إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ فجعل عقوبتهم كونهم محجوبين عن رؤيته سبحانه وهذا يدل على أن المؤمنين لا يحجبون، وإلا لا يكون فضل للمؤمنين على الكفار٥.
* قال الإمام الشافعي: لما حجب هؤلاء في السخط، كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا٦.

١ الاختلاف في اللفظ: ص ٢٣٨.
٢ حادي الأرواح: ص ٢٠٣.
٣ الإنصاف ص ١٧٩، المحصل: ص ١٩١، حادي الأرواح ص ٢٠٣.
٤ الرد على الجهمية: ص ٦٥.
٥ إغاثة اللهفان: ١/٣٢.
٦ حادي الأرواح ١/٣٢.

1 / 162