125

The Connectors and Disconnectors in the Holy Quran

الفصل والوصل في القرآن الكريم

Daabacaha

منشأة المعارف بالإسكندرية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Noocyada

الفصل الرابع: تذوق الفصل والوصل في القرآن الكريم: أولا: أوجه القصور في قواعد البلاغيين للفصل والوصل: ١- قواعد الفصل: حددوا للفصل قواعد خمسا: الأولى: أن تتحد الجملتان اتحادًا تامًّا بحيث تنزل الثانية من الأولى منزلة نفسها، بأن تكون مؤكدة لها مثل قوله تعالى: ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ ١، أو موضحة ومبينة لها مثل قوله تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾ ٢، أو بدلا منها، بدل كل، مثل قوله تعالى: ﴿بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ، قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ﴾ ٣، أو بدل بعض، مثل قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ، وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ ٤، أو بدل اشتمال، مثل قوله تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ، اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ ٥. وسموا ذلك "كمال الاتصال". والثانية: أن يكون بين الجملتين تباين تام، وذلك باختلاف الجملتين، خبرا وإنشاء لفظا ومعنى، كقوله تعالى: ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ ٦، أو معنًى فقط "نجح خالد وفقه الله"، وألا تكون بينهما مناسبة، بشرط ألا يوهم الفصل خلاف المقصود نحو قول الشاعر: الفقر فيما جاوز الكفافا ... من اتقى الله رجا وخافا وسموا ذلك: "كمال الانقطاع". والثالثة: أن تكون الجملة الثانية جوابا عن سؤال يفهم من الأولى، فتفصل الثانية عن الأولى كما يفصل الجواب عن السؤال، لما بينهما من الاتصال مثل قوله تعالى: ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾ ٧.

١ الطارق: ١٧. ٢ طه: ١٢٠. ٣ المؤمنون: ٨١-٨٢. ٤ الشعراء: ١٣٢، ١٣٣. ٥ يس: ٢٠، ٢١. ٦ الحجرات: ٩. ٧ هود: ٤٦.

1 / 164